| مقاتل حقيقي.. «محمد» هزم السرطان في 4 سنوات فهاجمه من جديد: «نفسي أخف عشان أبويا»

قبل 4 سنوات كان كل شيء على ما يرام، كان «محمد» شابا طموحا يدرس ويعمل في نفس الوقت، على أمل أن يصنع مستقبلا أفضل له، حتى هاجمه السرطان وأفقده عمله ودراسته ومن قبل ذلك كل أحلامه، بعد أن أجبره على اختزالها في حلم واحد فقط، يتمثل في أن ينعم الله عليه بالشفاء ويكتب نهاية سعيدة لرحلته مع هذا المرض.

محمد بندر سيف الدين، شاب يبلغ من العمر حاليا 25 عاما، وكان طالبا جامعيا، وعاملا في مصنع ملابس ومساعدا لعدد من صنايعية النقاشة والكهرباء، قبل أن يُصاب بالسرطان، ويبدأ رحلة طويلة من العلاج خضع فيها لعدد من العمليات وجلسات كيماوي وإشعاع، حسبما يحكي «محمد»، في حديثه مع «».

ما قبل المرض 

ويقول الشاب العشريني: «قبل المرض، كنت بشتغل أعمال حرة، أي حاجة تجيب الجنيه، جنب دراستي، فاشتغلت مساعد لنقاش، وكمان مساعد لكهربائي، وكما عامل في مصنع ملابس، لحد ما ربنا ابتلاني بالمرض ده ومبقاش ورايا غير المستشفى وبس».

«محمد»، الذي يعيش بمنطقة المرج بمحافظة القاهرة، قال إنه كان يدرس بكلية نظم معلومات، قبل أن يُصاب بالسرطان، الذي أبعده عن تلك الدراسة بسبب انشغاله بعلاجه، مضيفا: «بعدها ورقي في التعليم المدمج بكلية تجارة جامعة القاهرة، وبرضه ملحقتش امتحانات السنة دي، عشان العمليات».

رحلة طويلة مع العلاج

ومنذ إصابة الشاب العشريني بهذا المرض، وخاض رحلة علاج طويلة لجأ فيها أولا إلى جلسات الكيماوي، لكنها لم تأتِ معه بأي نتيجة أو فاعلية في مواجهة المرض، لدرجة أن طبيبته المعالجة قالت له: «العلاج مش جايب معاك نتيجة، أنت هتعيش كدا لحد ما ربنا يفتكرك»، وفق ما يرويه «محمد».

لم ييأس الشاب رغم كلمات الطبيبة الموجعة، حيث لجأ بعد ذلك إلى طبيب آخر أخضعه لجراحتين استأصل خلالهما 10 سم من المستقيم والطحال، بالإضافة إلى استئصاله لورم آخر كان بجوار الكبد، متابعا: «بعدها خضعت لـ 30 جلسة إشعاع وربنا أنعم عليا بالشفا الحمد لله».

السرطان يهاجمه من جديد

وفي الوقت الذي كان يظن فيه الشاب العشريني، أن هذا هو المشهد الأخير في تجربته المريرة مع هذا المرض، عاود السرطان هجومه من جديد مؤخرا وبالكبد أيضا: «المرة دي أكبر من المرة اللي فاتت وفي مكان مش هينفع فيه عملية، فرجعت للكيماوي من تاني، بس أنا راضي الحمد لله وهحاول أعديه من جديد».

ويكشف «محمد»، في نهاية حديثه مع «»، أنه لا يحلم بأي شيء سوى أن يكمل الله شفاءه ويبعده عن هذا المرض، حتى يعود إلى حياته وعمله من جديد، ليساعد والده ويعوضه عن كل الأيام الصعبة التي عاشها معه منذ أن هاجمه المرض.