أخذ مفتاح المسجد الذي يتولى خدمته تطوعا وتقربا لوجه الله، وذهب كعادته اليومية يرفع الأذان وينبه الغافل إلى أن «الصلاة خير من النوم»، وأطلق العنان لصوته أمام «الميكروفون»: «الله أكبر الله أكبر»، وبعدما نطق التشهد الأخير، سقط على الأرض فجأة وخرج السر الإلهي؛ لتتجلى أعظم علامات حسن الخاتمة في وفاة الحاج حسني محمود سعيد.
يحكي محمود حسني محمود سعيد، نجل الرجل الذي توفى وهو يرفع أذان فجر أمس الأول، في مركز الباجور بمحافظة المنوفية، عن عمر يناهز الـ66 عاما، لـ«»: «والدي كان دايما مواظب على صلاة الفجر، كل يوم يقوم يفتح الجامع ويأذن».
«حسني» يشعر بقرب أجله
قبل يوم الوفاة، يبدو أن الحاج «حسني»، الذي عانى من أمراض الكبد لسنوات طويلة، كان يشعر بقرب أجله وأن حياته تشارف على الانتهاء ليذهب للقاء ربه، ووفقا لنجله: «قبلها زي ما يكون حاسس، عمال يدعيلنا أنا وأخويا ويقولنا خلوا بالكوا من بعض».
انقطاع صوت الآذان
يقول محمود: «أنا بنزل أصلي بعد ما والدي بينزل يرفع الأذان، وأنا بتوضى في البيت حسيت وأنا سامع الأذان إن صوته غريب في أول الآذان كدا، وفجأة بعد ما قال أشهد أنا محمد رسول الله، وقع وصوت الأذان سكت».
هلع وفزع انتابا «محمود»، بعد انقطاع الأذان في المسجد، وسبقت دموع محمود خطواته ليعرف ما الذي أصاب والده.
وبوصول «محمود» إلى المسجد، وجد والده، فارق الحياة؛ جالسا في اتجاه القبلة؛ ليختم حياته في المسجد الذي كان شاهدا على طاعته لربه، وشوقه إلى الوقوف بين يديه في كل صلاة.