| ذكريات «عم خالد» على شرائط «كاسيت»: ماقدرتش أستغنى عن المحل

شرائط كاسيت تزيِّن المكان وتفوح منها روائح الزمن الجميل، لتبعث بذكريات تأبى النفس نسيانها، وتعبر بك من زمن لآخر.

على أنغام الموسيقى الهادئة، يجلس خالد حسين يونس فى حالة من التجلى، غارقاً فى بحر الذكريات، ومتأملاً المكان الأحب لقلبه، الذى يتخذه ملجأً للراحة منذ ‪عام 1986، رغم ما أصابه من عطب وعزوف الزبائن

«ماقدرتش أستغنى عن المحل والشرايط اللى فيه.. ذكرياتى مرتبطة بيه»، بتلك الكلمات بدأ «عم خالد» حديثه لـ«» عن مهنة بيع شرائط الكاسيت، التى عمل بها قرابة الـ40 عاماً، وجذبه لها حبه للغناء، مضيفاً أنه ورثها عن والده، وارتبط بها منذ صغره، وحتى بعد تخرجه فى كلية الآداب.

وتابع أقدم بائعى شرائط الكاسيت بمدينة دمنهور، وكأن ذكريات راودته، مؤكداً أن عشقه للأغانى دفعه لترك عمله الحكومى، مضيفاً أنه ارتبط بالأغانى الغربية أيضاً، لكونها قصيرة وسريعة وتساعده على اكتساب مهارات لغوية جديدة.

«بظهور التكنولوجيا انقرض الكاسيت واندثر»، عبارة رددها «عم خالد»، وتغيرت معها ملامح وجهه من الضحك إلى الحزن، كونه فقد معها مهنته المفضَّلة وأصابها العطب، وتابع حديثه قائلاً: «الكاسيت ظهر بعد حرب أكتوبر، والشرائط فى الثمانينات كانت رقم واحد، كمان كانت حقبة عمالقة الطرب مثل عبدالحليم حافظ، ونجاة الصغيرة، وأم كلثوم، وفيروز».

يبتسم «عم خالد» متذكراً طرائف فترة التسعينات، حيث كانت أهم فترة فى حياة «الكاسيت»، الشباب دائمو التردد على المحل لشراء الشرائط، لا سيما المخطوبين، وتابع قائلاً: «كانوا بييجوا مع بعض يشتروا شرايط، ويهادوا بعض بيها».

لم يكتف أقدم بائعى شرائط الكاسيت بالذكريات، وحاول تطوير نفسه: «كل محلات الكاسيت قفلت، وأنا طورت من نفسى، واشتغلت بالفلاشة والأسطوانة»، مضيفاً أن عدداً قليلاً من الزبائن يشترون الأسطوانات لإحياء ذكرياتهم.

وأضاف فى نبرة تحد أن لديه عدداً من الأغانى غير المتاحة على الإنترنت معظمها لأم كلثوم، مثل «غنى الربيع»، و«شمس الأصيل»، وأغانى الأفلام مثل «سلامة» و«فاطمة»، مشيراً أن جميع محلات الكاسيت فى البحيرة اندثرت لطغيان التكنولوجيا.