في الوقت الذي تشهد جزيرة صقلية وكالابريا بجنوب إيطاليا، تأثيرات عاصفة إعصارية عنيفة وهي الميديكان والمتسببة في إعلان السلطات الإنذار الأحمر، تعاني أنحاء مصر من سقوط الأمطار لمدة يومين نتيجة عدم استقرار في الحالة الجوية؛ مما جعل البعض يربط بين الأمرين، ويتساءلون عن حقيقة تأثير إعصار الميديكان في مصر.
حقيقة تأثر مصر بإعصار الميديكان
الدكتور محمود شاهين، مدير عام مركز التنبؤات والتحاليل بهيئة الأرصاد الجوية، أوضح لـ«» أن العاصفة الإعصارية الميديكان ليست مؤثرة في مصر لكنها سببت منخفضًا في شرق ليبيا، الذي بدوره هناك أثر على مستوى الرطوبة بمصر.
ولفت إلى أن الحالة الجوية التي تشهدها أنحاء الجمهورية حاليًا، هي نتيجة سحب قادمة من المناطق الاستوائية مصاحبة للتيار الهوائي النفاث، مع توافر كميات من الرطوبة آتية من البحر المتوسط والبحر الأحمر في طبقات الجو العليا.
وأشار مدير عام مركز التنبؤات والتحاليل بهيئة الأرصاد الجوية، إلى وجود منخفض أيضا في طبقات الجو العليا مع وجود فروق في درجات الحرارة بين سطح الأرض وطبقات الجو العليا مما يعمل على تكون السحب الرعدية شمال البلاد.
وبحسب ما ذكرته شبكة الإذاعة الأمريكية «CNN»، الميديكان هي عواصف شبيهة بالأعاصير لها عواقب وخيمة للمناطق التي تتأثر بها؛ إذ قال الدكتور ريتشارد سيجر، من مرصد لامونت دوهرتي للأرض بجامعة كولومبيا، إن الميديكان تشبه إلى حد كبير الأعاصير ومحصورة جغرافيا فوق البحر الأبيض المتوسط ومحاطة بالأرض، وعادةً ما تكون أصغر من الإعصار.
درجة حرارة الأعاصير
وتتطلب الأعاصير درجات حرارة مياه سطحية تبلغ 26 درجة مئوية لتشكيلها، بينما من المعروف أن العاصفة «ميديكان» تتشكل في درجات حرارة مياه تبلغ 15 درجة مئوية فقط.
وفي أكتوبر عام 2019، شهدت مصر حالة من عدم الاستقرار، نتيجة تأثيرات منخفض جوي أثار حالة من الجدل بعدما نشرت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية «ناسا»، صورة حول كتل سحابية عملاقة تقترب من أجواء مصر، متوقعة حدوث إعصار مداري «غير عاد» سمته «ميديكين» في بعض مناطق البلاد، لكن الأرصاد الجوية نفت الأمر مؤكدة وقتها ما هو إلا منخفض متعمق.