طفل يبلغ من العمر 15 عامًا وصل إلى مستشفى دمياط الجديدة التخصصي في حالة فقدان وعي، احتار الأطباء في البداية ماذا أصاب الطفل العامل في إحدى ورش النجارة في دمياط الجديدة، وبعد إجراء الفحوصات والأشعة المقطعية على المخ تبين وجود مسمار طوله 7 سم مغروس في رأسه مخترقًا أكبر وريد في المخ.
طوارئ المستشفى تستقبل الطفل
يحكي عبد الرحمن الرفاعي، أخصائي المخ والأعصاب بمستشفى دمياط الجديدة التخصصي، الذي أجرى الجراحة العاجلة لإنقاذ حياة الطفل، أنه استقبل الطفل في حاله من التوتر والخوف، فتوجه إلى الطوارئ بأسرع وقت: «هدينا الطفل وأديناه بعض الأدوية فبدأ يستعيد وعيه تدريجيا»، وبعد الحديث مع الطفل ومعرفة سبب الإصابة، تبين أنه يعمل في ورشة نجارة وأنه ضغط على آلة تدبيس المسامير بالخطأ فغرس المسمار في مخه.
المسمار يخترق أكبر وريد في المخ
يروي «أخصائي المخ والأعصاب»، أنه لم يجد من خلال الأشعة أي بروز للمسمار فوق الرأس، وبعد إجراء أشعة مقطعية تبين وجود جزء بسيط من المسمار بارز فوق عظام الجمجمة، وكانت المشكلة الكبرى هي أن المسمار يخترق أكبر وريد في المخ، وهو وريد «جيب سهمي علوي»، مما يسبب احتمالية كبيرة لنزيف في المخ أو حدوث مضاعفات أو وفاة المريض أو ضعف في الأطراف أو تشنجات أو عدوى بعد الجراحة.
لحظة إخبار أهل الطفل بحالته
أصعب لحظة عاشها «عبد الرحمن»، عندما أخبر أسرة الطفل بحقيقة وضعه الصحي قبل إجراء العملية: «تواصلت مع الأب على الفور لإخباره بتشخيص الحالة واحتمالية اللي هيحصل بعد العملية، فالأب وافق على إجراء الجراحة، وجهزنا أكياس الدم وكل المطلوب واستغرقت العملية 45 دقيقة، استخرجنا خلالها مسمارًا طوله 7 سم، ونجحنا في وقف النزيف».
تخوفات ما قبل الجراحة
وأكد أن تخوف الأسرة الكبير كان من احتمالية حدوث نزيف مما يسبب تعرض المريض لمشاكل صحية كبيرة تصل للوفاة، بالإضافة للتخوف من أي أعراض جانبية قد تؤثر عليه من إصابة بالشلل الدائم أو جلطة: «بفضل الله قدرنا ننجح في العملية، ووضع المريض مستقر حاليَا ويقدر يمارس حياته بشكل طبيعي».
كواليس ما بعد الجراحة
لحظات مليئة بالبهجة وسط دموع كثيرة تسقط فرحًا بنجاة الطفل بعد أن كان أهله يواجهون احتمالية فقدانه، لكن أتي شعاع الأمل مع الطبيب الذي أخبرهم بتفاصيل الوضع؛ لكن مشاعر والدته من خوفها على وليدها ورغبة في رؤيته بعينها ليطمئن قلبها، دفعت «عبد الرحمن» لاصطحابها إلى غرفة العناية المركزة للاطمئنان عليه.