ليس بحثا عن زبون، لكن مراعاة لظروف الزبون.. هكذا برر محل الملابس عرضه، وهكذا قدمه للمواطنين، حين تصدرت اللافتة العملاقة واجهة المحل، واسترعت انتباه زواره والمارين به «هنقسطلك هدومك على 36 شهر»، في البداية اقتصر الأمر على عدد محدود من زبائن المحل تربطهم بصاحبته معرفة مسبقة، ومع زيادة الأسئلة وتنوعها بين زبائن ومارة عاديين، أخذ الأمر منحى جديد ومختلف، أصبح مشروعًا لخدمة الزبون بتوفير إحتياجاته بالتقسيط المريح، ولخدمة صاحب المحل بتحقيق عائد ولو على مدى أطول.
قدوم الشتاء هو موسم الأزمة بالنسبة للشباب، فالملابس أسعارها مبالغ فيها، ومن يسعى لإقتناء جاكيت شتوي مثلًا يحميه من برد الشتاء يفكر مرات ومرات قبل الإستقرار على الخامة والسعر، تفكير إقتصادي يستلزمه حل إقتصادي أيضًا، لجأ إليه محل ملابس في منطقة العاشر من رمضان، بأن أعلنت صاحبته إتاحة التقسيط على كل أنواع الملابس الرجالي التي يتخصص فيها المحل شرط أن يتم الأمر بإجراءات معينة ولمدة 36 شهرا لا تقل ولا تزيد، حتى تحقق الفائدة المرجوة بحسبها «هامش المكسب البسيط لن يتحقق إلا في هذه المدة».
تحكي سلوى فرج، صاحبة المحل لـ«» بداية الفكرة، بأن المحل كان يقدم عمليات البيع بالتقسيط ولكنها كانت بشكل شخصي مُقتصرة على فئة قليلة من الناس وهم من تجمعهم معها علاقات شخصية، موضحة أن بعد ذلك بدأت تزداد أعداد الزبائن الراغبين في الشراء بالتقسيط مما دفعها لمحاولة حل هذه المشكلة ومحاولة التوفيق بين زيادة البيع وحماية أموالها في الوقت ذاته.
بداية خطة التقسيط
بدأت خطة التقسيط في المحل بعد زيادة إقبال الزبائن عليه: «الأول كنت ببيع للناس اللي أعرفهم معرفة شخصية واللي دايما بيجوا المحل، ولما لقيت طلبات التقسيط زادت بدأت أفكر إزاي أبيع بالتقسيط للناس كلها وفي نفس الوقت أضمن حقي، لحد ما لقيت الحل».
اتفق المحل وهو متخصص في بيع الملابس الرجالي، منذ بضعة أشهر مع شركة لتوفير عملية البيع بالتقسيط للزبائن بفائدة شهرية تُقدر بـ ١.٨ ٪ من خلال التنسيق المُسبق مع الشركة ومن ثم إتمام عملية البيع: «أي حد بيحب يشتري حاجة بيروح الأول ينسق مع الشركة وهي هتطلب منه صورة البطاقة وبيان بالدخل بتاعه، ويعرفها أنه هيشتري بملغ كام وفي الآخر تتفق معاه الشركة على مدة السداد».. لم تضع «سلوى» حدًا أدنى أو أقصى للقطع التي يود الزبون شرائها، تنفذ المبادرة ولو على قطعة واحدة، ما جعل عرضها يتنشر بسهولة بين أبناء المنطقة وخارجها أيضا.
تقسيط حتى 36 شهرًا
لا يضع المحل حدا أقصى لقيمة الشراء، ولكن مدة التقسيط ثابتة وهي 36 شهرا: «إحنا هدفنا في الأول أننا نشتغل وكمان نفيد المستهلك اللى عنده مشكلة في الأسعار ومش قادر يشتري كمية كبيرة أو قطع مختلفة، خاصة أن ملابس الشتاء للشباب مرتفعة السعر وتمثل عائق أمام طلبة الجامعة والموظفين، فقررنا نعمل دور مجتمعي أكيد هنستفيد منه، وهي الدنيا كده لازم نفيد عشان نستفيد».