يركن سيارته بجانب أحد الأرصفة، ويخرج منها متجها نحو كرسي صغير يجلس عليه بضع دقائق، وما أن تراه الكلاب حتى تهرع إليه ملتفة حوله وتتمسح برأسها في قدميه، وهو يمارس طقسه اليومي المعتاد في رعايتها وإطعامها.
حكاية فارس مربي الكلاب بمدينة أكتوبر
يحكي فارس، وهو بائع أنابيب بمنطقة مساكن عثمان بأكتوبر، في بث مباشر لـ«» أنه يحب الحيوانات بشكل عام ويرأف بها ويعطف عليها، كما أنه يربي 7 أنواعًا مختلفة من الكلاب منذ نحو 23 سنة، منها ما اشتراه لعتقِه من تعذيب أطفال منطقته ومنها ما يجده آتيا إلى شقته: «عندي كلبة اسمها فُلة أنقذتها من عيال كانوا رابطينها بحبل وبيجرجروها في الشارع».
امتلأ قلب «عم فارس» بالرحمة تجاه الحيوانات فراح طيلة الـ23 سنة يتقاسم طعامه مع الكلاب التي يربيها، بل أحيانا يفضلها على نفسه ويُطعمها حتى وأن ظل هو بلا طعام: «اللي أنا باكله هما بياكلوه، لو كلت كشري بأكلهم كشري، لو كلت فول وطعمية ياكلوا فول وطعمية، ولو كلت لحمة بياكلوا معايا، وممكن أعشيهم هما وأنا ماتعشاش».
مفش أوفى منها
وفاء الكلاب وعدم خيانتها هو ما زرع حبها داخل قلب بائع الأنابيب، فهو وإن كان يؤمن أن الإنسان هو أسمى مخلوقات الله وأطهرها، إلا أنه يرى أن الكلاب لا يوجد من يماثلها في الوفاء، فهي مخلوقات تُقدر كل عمل رحمة تتلقاه بل ولا تنسى على عكس الإنسان: «البني آدم مفيش أحسن ولا أجمل منه، بس برضه الكلاب مفيش أوفى منها.. الكلب بيقدر أي حاجة بتعملها معاه إنما الإنسان ساعات بيعض الأيد اللي بتتقدم له».
لم تقتصر أعمال الرحمة عند «عم فارس» تجاه الكلاب فقط بل هو دائما ما يُطعم العصافير عن قرب دون أن تخاف منه أو تحاول الفرار بعيدا عنه، كما راحت الرحمة تتجلى بقوة في قلبه لتدفعه إلى الذهاب إلى أسواق بعض الطيور مثل الحمام وشرائها فقط ليُطلق سراحها ويجعلها تعود لتحلق بحرية من جديد: «بشتري الحمامة بـ10 جنيه وبطيرها وأخليها تاخد حريتها في الجو».