أما لبنان الرسمي، وبدلاً من تلقف دعوة الراعي واتخاذ خطوات حاسمة تجاه الأزمة مع الخليج، وجد في بيان وزارة الخارجية العمانية «قارب النجاة»، الذي يخدم مصالحه، إذ دعت مسقط إلى ضبط النفس والعمل على تجنب التصعيد ومعالجة الخلافات عبر الحوار والتفاهم بما يحفظ للدول وشعوبها الشقيقة مصالحها العليا في الأمن والاستقرار والتعاون القائم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، فسارعت الخارجية اللبنانية إلى الترحيب به وتذييله بعبارة «إن حرص لبنان شديد على أفضل العلاقات مع إخوانه الخليجيين والعرب».
لكن مصادر سياسية واسعة الاطلاع أكدت لـ«» أن الأزمة مع دول الخليج تتجه إلى التفاقم، لأن حكومة ميقاتي لن تستقيل، ومجلس النواب لن يسحب منها الثقة، كذلك الأمر بالنسبة لوزير الإعلام الذي زار بكركي (السبت) لهذا الغرض، حيث تسرب إلى العلن قوله إن استقالته ما لم تحل المشكلة فلا ضرورة لها.
وقال المصدر إن هناك اتصالات تجرى لاستبدال وزير الإعلام بآخر كذر للرماد في العيون، شرط أن يكون من حصة رئيس الجمهورية، وفي حال لم يكن من حصة عون فلا داعي لإقالة قرداحي وتعيين آخر. وأفاد بأن العهد لا يبحث إلا عن مصلحته ووزنه وعدد وزرائه في الحكومة وليس عن حل للمشكلة الدبلوماسية التاريخية التي يواجهها لبنان بفعل سياساتهم الخاطئة.
الواضح أن السلطة الحاكمة لا تريد إدراك حجم الكارثة، وأن بيانات حرصها على أفضل العلاقات مع أشقائها الخليجيين لم تعد تجدي نفعاً، فتاريخ هذه السلطة التي استولدت نفسها على مر عقود من الزمن معروف، وهو القائم على المقامرة والارتهانات والتسويات على حساب لبنان الدولة والهوية العربية.