| سر تمسك السادات بنشيد «بلادي».. ومنح محمد عبدالوهاب رتبة عسكرية لتقديمه

في حوار قديم له مع الكاتب مفيد فوزي، كشف الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب عن رأيه في نشيد «بلادي بلادي»، حينما طلب منه الرئيس السادات في السبعينيات، أن يعيد توزيعه ليصبح النشيد القومي لمصر، بدلاً من نشيد «والله زمان يا سلاحي».

وقال عبدالوهاب في الحوار الذي نشرته مجلة «صباح الخير» في 5 أبريل عام 1990، إنه عبر عن رأيه للرئيس السادات في نشيد «بلادي بلادي» بقوله: «بس ده نشيد كشافة يا ريس»، غير أن الرئيس السادات تمسك به قائلاً لعبدالوهاب: «مهمتك بقى يا محمد إنك تحوله من نشيد كشافة لنشيد وطني».

سر تمسك السادات بنشيد بلادي بلادي

وبرر السادات وقتها تمسكه بالنشيد بقوله: «المصريين لما بيقابلوني برة بيقولوا لي بلادي بلادي، لك حبي وفؤادي، والنشيد ده بيعبر عن مصريتهم وعن وجودهم، ولن أقف ضد ذوق الناس».

ويواصل عبدالوهاب، أنه بدأ في تنفيذ المهمة، التي كلفه بها السادات، وذهب إليه وطلب منه أن يضع الموسيقى العسكرية تحت أمره، لأنه يريد تسجيل النشيد بفرقة الجيش، وبالفعل، كانت البروفات تجرى بفرقة الجيش في نادي القوات المسلحة في الزمالك، حتى انتهى عبدالوهاب واتصل بالرئيس السادات وقال له: «أنا جاهز»، فقال له: «أنا جاي أسمعك».

وسمع السادات ثلاثة نماذج، واختار النموذج الوسط، وطلب أن يسمع التوزيع الجديد أكتر من مرة، وفي كل مرة يقول لعبدالوهاب: «كمان يا محمد»، حتى اختار الأفضل واعتمده نشيدًا وطنيًا لمصر.

عزف نشيد بلادي لأول مرة بالمطار

ويقول عبدالوهاب، إنه عزف النشيد الجديد لأول مرة بعد عودة السادات من «كامب ديفيد»، ولأنه لا يعقل أن يقود شخص مدني موسيقى الجيش، فقد اقترح السادات منح عبدالوهاب رتبة اللواء، وقام بتفصيل بدلة عسكرية، وذهب للمطار ليقود الفرقة في لحظة هبوط الرئيس على أرض المطار.

ويروي عبدالوهاب موقفًا طريفًا، قائلاً: «الهواء في ذلك اليوم كان عنيفًا، وطارت الكاسكيت أو البيريه من فوق رأسي، وأخذ ممدوح سالم – رئيس الوزراء وقتها – والدكتور عبدالقادر حاتم – وزير الإعلام – يجريان وراء غطاء الرأس العسكري لتكتمل الصورة أثناء عزف النشيد لأول مرة».