| حكاية عجوز يرفض العودة إلى أولاده وينام أسفل كوبري وسط القمامة

أسفل سلم الشهيد قبل منطقة المريوطية، يجلس عجوز بملابس رثة وهيئة تدل على أن صاحبها مريض ويعاني من شيء ما، حيث دائما ما يغيب عن الوعي، وحتى عند إفاقته تجده شاردا، ليقرر أحد سكان المنطقة البحث عن قصته، حيث تبين أنه في حالة نفسية سيئة تجعله يميل إلى ترك المنزل والدفء الأسري، والجلوس في الشارع، حتى أصبح واحدا من المشردين.

يقول محمود الغزالي، أحد سكان المريوطية، إنه لاحظ تواجد مسن، يبلغ 73 عاما، يجلس أسفل الكوبري باستمرار، فحاول معرفة قصته، وأسباب تواجده بالشارع، فعرف أن اسمه محمد، ويعاني من جلطة في الدماغ: «كل شوية كان بيروح في الغيبوبة وبيغيب شوية عن الوعي وهو قاعد معايا، وعرفت منه كمان إن هو اللي ساب ولاده وخرج للشارع ومش عايز يقعد معاهم نهائي».

وقرر «محمود» أن يساعده للبحث عن أسرته أو أحد أقاربه، وبالفعل قام بتصويره ونشر صوره على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، باعتبارها أسرع الطرق للوصول إلى أولاده.

ويحكي «محمود» أنه يقوم بالمرور يوميا على هذا المسن، أثناء ذهابه وعودته من العمل ويوفر له الطعام والشراب: «لما نزلت له صورة عنه على الفيسبوك عشان أساعده لأنه قال لي إن عياله مش بيسألوا فيه، وعرفت أنه مريض ومش قادر على قعدة الشارع وهي صعبة عليه، ابنه كلمني وقال لي: أنا هاجي أخده النهارده وإحنا بندور عليه.. وعرفت منه كمان إنه أجر لأبوه شقة بس هو بيحط فيها زبالة بتاعت الشارع، فالجيران اشتكوا فساب البيت ومشي، وكل ما يجبوه من الشارع يزعق لهم ويتخانق معاهم ويسيب البيت ويمشي، وده اللي قدرت أعرفه منه وابنه قال إنه هيروح وياخد أبوه حتى لو بالإكراه بس يلمه من الشارع عشان سنه اللي كبر وكمان عشان هو مريض».