قطعة أرض فضاء بالقرية لفتت أنظاره قبل أربع سنوات ليقرر المدير بالتربية والتعليم علاء الجابري، وهو رجل خمسيني ينتمي إلى قرية «شنتنا الحجر» التابعة لمحافظة المنوفية، أن يجتمع بعدد كبير من أهالي القرية وكانت وقتها في حاجة إلى بناء مدرسة ابتدائية أخرى توفر على أطفال البلدة المسافة التي يقطعونها يوميًا للذهاب إلى مدارس قرى مجاورة.
قطعة أرض تبرع بها أحد أهالي القرية
في عام 2018 استجابت الجهات المعنية وبدأت هيئة الأبنية التعليمية في تنفيذ مطالب أهالي القرية وقررت بناء مدرسة «محمد عمر الابتدائية» بعد أن تبرع بها أحد أهالي القرية، ويقول مصطفى قبالي، أحد الأهالي، إن السيد علاء الجابري طرح الفكرة على أولياء الأمور وأهالي البلدة واجتمعوا أكثر من مرة حتى تحققت مطالبهم، ومنذ بدء الهيئة في تنفيذ المشروع لم يتخلَ لحظة في جميع الأمور المتعلقة بها، خاصة خدمة الطلاب، وكان يعمل بيده لشهور حتى اكتمل بناؤها.
بيشيل الطوب على كتفه
علاء الجابري الذي بدأ مسيرته في التربية والتعليم قبل عقود لا يتردد عن المشاركة في جميع مشكلات القرية بحسب محمد سلطان وهو رجل آخر من أولياء أمور تلاميذ شنتنا الحجر ويضيف في حديثه لـ«» أن مساهمة علاء في تحويل قطعة الأرض إلى مدرسة أصبحت واقعا بعد سنوات من معاناة التلاميذ ولم يكتفِ بذلك بل كان يشارك بيده في وضع الأنترلوك وغيرها من أساسيات المدرسة الابتدائية، كما أنه يحرص في كل وقت أن يعمل بيده وكان يحمل «الطوب» على كتفيه.
الترويج للمشاركة الإيجابية أسلوب يتبعه المدير ووفق حديثه لـ«» فإنه حث الجميع على التفاعل معبرًا عن فرحته ببناء المدرسة واكتمال مرافقها الذي شارك فيها منذ تأسيسها ليختتم جهده برسمة فنية على حوائطها وهي رسمة لفروع وأوراق أطلق عليها «شجرة المشاركة» ودعا من خلالها المدرسين والطلاب إلى العمل معًا ونبذ الفردية في المجتمع.
وأكد أنه يطمح في تعميم ثقافة التفاعل والمشاركة في المجتمع كله وليس على مستوى قريته «الطلاب يجب أن يروا اهتمام الأجيال الأكبر بمسألة المشاركة المجتعية وانتهينا من المبنى في نهاية 2018 وبدأت التواصل مع أهالي القرية والطلاب وقمنا بعمل حديقة تحوي أكثر من 40 شجرة».