وقال الإعلامي مصطفى العويك: لبنان عربي الهوية والانتماء، وعضو مؤسس وعامل في جامعة الدول العربية وملتزم مواثيقها، وما كان يجري على المستوى الدبلوماسي إبحار عكس التيار العربي، وتقديم مصلحة محور ايران على نصوص الدستور، كون لبنان في ظل عهد ميشال عون، لم يُدِن رسميا الاعتداءات الحوثية المتكررة على المملكة وسيادة أراضيها، والأخطر ان موجّه الصواريخ الحوثية إما لبناني أو حوثي مدرب على أيدي لبنانيين، وبهذا انتقلنا من مرحلة تجاوز الدستور لناحية الخروج عن هوية لبنان وانتمائه، إلى مرحلة أخطر تتمثل في كون لبنان مصدرا أساسيا للاعتداء على أمن الدول العربية، في ظل غياب تام للدولة اللبنانية وإجراءاتها تجاه ذلك.
قلة تبصر سياسي
أضاف العويك أن البعض درج على تصدير المخدرات إلى السعودية ودول الخليج لضرب أمن المجتمع من الداخل ومحاولة انتهاك سيادة الدول الخليجية عسكريا، ويخرج حسن نصر الله متطاولا ومدافعا عن الحوثي الذي يدربه ويتولى إدارة غرفة علميات حربه على المملكة، ويصرّح وزير الخارجية من قبل ضد المملكة ويعتبر وزير الإعلام أن المملكة معتدية على الحوثيين، ويسألون بعد ذلك لماذا تتصرف السعودية بهذه الطريقة؟
وهو سؤال ساذج لأنهم لو كانوا مكان المملكة لم يكن لهم على الإطلاق صبرها الاستراتيجي، وديبلوماسيتها الراقية، بل كانوا منذ الحادثة الأولى أظهروا كل ما لديهم من قلة تبصر سياسي وضيق نفس ديبلوماسي، وتعاملوا مع الموضوع كما يتقنون أمنيا وعسكريا.
تغيير هوية لبنان
وتابع الإعلامي مصطفى العويك: هؤلاء يعملون على تغيير هوية لبنان، ونحن واجبنا مواجهتهم انطلاقا من النصوص الدستورية وانتصارا لها، والعمل على تعزيز سيادة لبنان وتطبيق سياسة النأي بالنفس التي تراعي التوازنات الداخلية والاختلافات السياسية والطائفية وترضي العرب الذين شاء من شاء وأبى من أبى هم إخوتنا وأهلنا والمملكة الأخ الأكبر لنا، وهذا الأخ لطالما قام بواجبه على أكمل وجه. وللأسف في الحادثة الأخيرة، لم يكن رد فعل الحكومة اللبنانية على قدر الخطأ الاستراتيجي الذي حدث، وذلك يعود لكون رئيسها عقد صفقة سياسية مع العهد الرئاسي وليس بمقدوره الخروج منها أو عنها، لذا استفحلت الأمور ولم تعد استقالة الوزير جورج قرداحي تفي بالغرض، لأن الازمة أكبر بكثير من تصريح وزير، وهي تتمثل بتغيير هوية لبنان، والحل هو بتطبيق الدستور والعودة إلى القوانين المرعية الإجراء، والتعاطي مع الملفات الحساسة بكثير من الحكمة والتبصر لا بالعمى السياسي الذي يكلفنا كثيرا.
لبنان مخطوف من نظام فاسد
من جانبه، قال المحامي اللبناني علي الغول إن السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي منذ اتفاق الطائف وإنهاء الحرب الأهلية اللبنانية تقف إلى جانب لبنان بجميع طوائفه ومناطقه ومذاهبه دولة وشعباً ومؤسسات في معظم النواحي المادية والمعنوية والانماء والاعمار.
إلا أن لبنان محكوم ومخطوف من نظام فاسد وسلطة مجرمة ومجموعة حاكمة من عديمي الوفاء ولم يشكروا غير المصالح ولم يحمدوا غير أعداء الأمة، محكوم من صبية تحكموا بالبلاد واحتكروا السلطة والعباد، فكان الحقد وكانت السموم كما السهام تجاه أهل الخير ودول العطاء وبلدان المحبة الأشقاء والحلفاء الاخوة الذين يجمعنا معهم تاريخ وجغرافيا وروابط عز وفخر وكرامة وعنفوان وإنسانية وحتى انتماء، سعياً لتحقيق هدف واحد وهو التبعية للنظام الفارسي الإيراني.
الوقاحة وانعدام الرؤيةوأضاف المحامي علي الغول في لبنان مدرسة تخرّج بعض الجهلاء والمأجورين وتعينهم وزراء ونوابا ومديرين وتنصبهم في المراكز والوظائف الكبرى لتستمر في خطف الوطن وازهاق روح المواطن، وهذه السياسة الرعناء أوصلت البلاد الى ما هو عليه من أزمات خطيرة هددت الكيان ودمرت الإنسان وفجرت الوضع في كل مكان، فكان في كل حكومة لبنانية تعاقبت ودائع سورية أو إيرانية وغيرها تلعب دور المحرك تارة والمخبر تارة أخرى وعلى سبيل المثال لا الحصر وزير الإعلام جورج قرداحي الذي امتلك في آن واحد صفات الوقاحة وانعدام الوطنية والرؤية المستقبلية وتسلح بالمصلحة الشخصية.