قمة المناخ: السعودية تنطلق لمستقبل عالمي أنظف وأخضر

بين أكثر من 120 من قادة الدول والحكومات، بينهم جو بايدن، وماكرون، ومودي، تتشارك السعودية التي تعد أكبر مصدر للنفط بالعالم، في العزم على الوصول للحياد الكربوني بحلول عام 2060 في مؤتمر قمة المناخ في جلاسكو، التي أعلنت أنها ستنضم إلى التعهد العالمي بشأن الميثان للمساهمة في خفض الانبعاثات العالمية لهذا الغاز بنسبة 30% بحلول عام 2030، كجزء من التزامها بتقديم مستقبل أنظف وأخضر.

وأسهمت الجهود الوطنية لمواجهة التغير المناخي في تطوير الاستراتيجية الوطنية للبيئة، وتحقيق التحول في القطاع البيئي، وتتضمن الاستراتيجية 65 مبادرة تغطي الجوانب البيئية كافة، بتكلفة تتجاوز 50 مليار ريال، وشهدت عملية هيكلة منظومة العمل البيئي في المملكة إنشاء 5 مراكز بيئية متخصصة في مجالات كالأرصاد، والالتزام البيئي، والتنوع الأحيائي، وتنمية الغطاء النباتي، ومكافحة التصحر، وإدارة النفايات كما استضافت الرياض منتدى مبادرة السعودية الخضراء، الذي شهد الإعلان عن أكثر من 59 مبادرة تبنتها المملكة بحجم استثمارات يفوق 185 مليار دولار.

الحياد الصفري للانبعاثات

تستهدف المملكة الوصول للحياد الصفري للانبعاثات في عام 2060 من خلال نهج الاقتصاد الدائري الكربوني، عبر المجموعة الأولى من مبادرات «السعودية الخضراء»، التي يزيد عددها على 60 مبادرة، باستثمارات تتجاوز قيمتها 700 مليار ريال؛ لرسم مستقبل أكثر استدامة في المملكة. ويتوافق هدف المملكة الوصول للحياد الصفري للانبعاثات في عام 2060 مع خططها التنموية وجهود تمكين تنوعها الاقتصادي، ويتماشى مع «خط الأساس المتحرك»، الذي ورد في المساهمات الوطنية المحددة للمملكة، وبما يحفظ دورها الريادي في تعزيز أمن واستقرار أسواق الطاقة العالمية.

حماية الموارد الطبيعية

تضمنت جهود حماية البيئة وصون مواردها الطبيعية إنشاء صندوق للبيئة للإسهام في تحقيق الاستدامة المالية لهذا القطاع، وإنشاء القوات الخاصة بالأمن البيئي، وتطوير القدرات الوطنية في مجال التنبؤ بالكوارث الطبيعية والإنذار المبكر. وتضمن بيان اجتماع قادة مجموعة العشرين الذي استضافته المملكة خلال العام الماضي، تطلعهم إلى خفض تدهور الأراضي بنسبة 50% بحلول عام 2040، كما أطلق قادة مجموعة العشرين في قمة الرياض المبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي وتعزيز حماية الموائل البرية لإصلاح الأراضي ومنع تدهورها.

مضاعفة الأبحاث المتخصصة

انضمت المملكة لمبادرة مهمة الابتكار في عام 2015، كمؤسس رئيسي لهذه المبادرة الهادفة إلى مضاعفة الأموال المخصصة للأبحاث والدراسات المتخصصة في الطاقة النظيفة وترشيدها، من أجل تقليل العوادم الضارة، وتأثيرها على التغير المناخي من خلال تقنيات الطاقة المبتكرة.

صياغة مستقبل المناخ

استهدفت قمة الشباب الأخضر، إشراك الشباب في صياغة مستقبل العمل المناخي في إطار أنشطة تفاعلية ونقاشات مكثفة، شملت عقد ورش عمل تناقش قضايا المناخ، وتشكيل لجان تضم أبرز الشباب الناشطين، وتنفيذ أنشطة تعاونية معنية بالسياسات المناخية، وجلسات علمية، تتناول آليات الأخذ بزمام المبادرة، عبر قيادة الشباب للعمل المناخي، وتحولهم إلى صنّاع تغيير.

مشاريع تعتمد على «المتجددة»

يعد مشروع مدينة «نيوم» أحد المشاريع الضخمة لرؤية المملكة 2030، الذي يعتمد على الطاقة المتجددة بنسبة 100%، كالطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، وستكون نسبة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تنتجها المدينة (صفر)، عن طريق استخدام وسائل النقل الكهربائية، وإنتاج غاز الهيدروجين الأخضر. ويأتي إطلاق مشروع مدينة «ذا لاين»، تحقيقاً لأهداف الرؤية، إذ يوفر المشروع 280 ألف فرصة عمل، ويضيف 48 مليار دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030.