عثر الباحثون على بقايا «جزيرة الذهب» المفقودة منذ فترة طويلة، التي تصفها الحكايات القديمة بأنها مليئة بالثعابين التي تأكل البشر، وتضج بالبراكين التي تقذف النيران، ويعيش بها ببغاوات ناطقة بالهندية والعربية، بالإضافة إلى الذهب الغزير الذي تحتويه، وتقع في نهر «موسي» بالقرب من منطقة «باليمبانج» الموجودة في إندونيسيا.
واستطاع الخبراء تحديد الكيفية التي اختفت بها حضارة هذه الجزيرة الغريبة، التي كانت موطن حضارة تسمى «سريفيجايا»، إذ يقولون إنه يمكن أن تكون تكونت في الغالب من هياكل خشبية مبنية على قمة النهر مباشرة، ولا يزال هذا النمط المعماري يُرى في بعض الأنهار في جنوب شرق آسيا اليوم، ومن المحتمل أيضًا أن يكون حدث جيولوجي، ربما يكون مرتبطًا بالنشاط البركاني في المنطقة، دفن موقع «سريفيجايا».
الغواصون يجدون كنوزا ثمينة
وعثر الغواصون الذين بحثوا في قاع نهر «موسي» الموحل، مئات التماثيل وأجراس المعابد والأدوات والمرايا والعملات المعدنية والسيراميك، ووجدوا سيوف ذهبية وحلقات من الذهب والياقوت، وأواني منحوتة وأباريق نبيذ ومزامير على شكل طاووس، بحسب موقع «live science» العلمي.
تشير كل هذه الكنوز إلى شيء واحد، وهو أن العلماء عثروا على موقع مدينة «سريفيجايا» المفقودة، التي اشتهرت إعلاميا باسم «جزيرة الذهب»، وكانت ذات يوم ميناء غنيًا وقويًا على طول طريق التجارة المحيطي بين الشرق والغرب.
تاريخ جزيرة الذهب المفقودة
سيطرت «سريفيجايا»، التي كان يحكمها ملك، على مضيق «ملقا» بين منتصف القرن 16 والقرن 20، وعندما حطمت الحروب سلالة تشولا الهندية التي كانت تحكم المدينة، تراجع نفوذ «سريفيجايا»، وعلى الرغم من استمرار التجارة هناك لقرنين آخرين، وفقًا للمؤرخين.
حاول آخر أمير لـ«سريفيجا»، ويدعى «باراميسوارا»، استعادة السيطرة على التجارة في المنطقة في تسعينيات القرن الـ19، لكنه هُزم على يد قوات من مملكة «جاوا» القريبة؛ وبعد ذلك أصبحت جزيرة «سريفيجايا» والمناطق المحيطة بها ملاذًا للقراصنة الصينيين.
اليوم، لم يتبق أي أثر تقريبًا لأيام مجد «سريفيجايا»، باستثناء القطع الأثرية البراقة التي سحبها الغواصون من النهر، ولم تظهر الأبحاث الأثرية السابقة حول «باليمبانج»، المدينة الإندونيسية التي تقع بالقرب من موقع «سريفيجايا»، سوى تلميحات صغيرة للميناء الذي كان ثريًا في يوم من الأيام.