كانت دقات قلبها تتسارع حينما كانت تراقب تحركات طفلها داخل رحمها، تتحسس بأناملها تنقلاته كأنه يطمئنها عليه، ورغم كونها فاقدة للسمع والنطق، فإن عاطفة الأمومة كانت حلقة الوصل بينها وبينه، حتى حان وقت اللقاء المنتظر بين «منال السيد عطا الله»، التى لم تُكمل عامها الـ40، وطفلها «محمد وهدان»، لتكون الصدمة الكبرى فى انتظارها وهى ولادته بثقبين فى القلب، ويحتاج لعمليات جراحية دقيقة للبقاء على قيد الحياة.
«منال» سيدة من مركز سنورس بمحافظة الفيوم، من الصم وضعاف السمع، وتعانى من إعاقة حركية تجعلها غير قادرة على المشى، وزوجها عامل باليومية فى المحارة، ونجلها الأكبر، 16 عاماً، يعانى من ثقل فى اللسان والحديث، وكانت لديها طفلة توفيت فى عمر الزهور عانت من مشكلات فى القلب، فضلاً عن ورم فى المخ، وأجرت العديد من العمليات الجراحية، وتوفيت بعد أعوام من المعاناة والتردد على الأطباء والمستشفيات.
قبل عامين أعاد الزمن الفاجعة نفسها حينما وضعت السيدة الأربعينية ابنها «محمد»، الذى يعانى من ثقبين فى القلب، وخضع لعدة عمليات جراحية: «لفينا بيه كعب داير على المستشفيات، كل يوم قدام مستشفى شكل، ومحتاج لعملية جراحية يمكن يكون فيها الشفا، وربنا يخليه ليا ومايروحش زى بنتى اللى راحت قدام عينى فى عز شبابها»، بهذه الكلمات تحدثت «منال» لـ«» عن مأساتها.
يحتاج الطفل لإجراء عملية جراحية فى القلب، ودخول الرعاية المركزة لفترة، حسبما قال الأطباء لأسرته، لكن ضيق الحال يحول بينهم، وتابعت: «ابنى شغال فى مصنع غزل ونسيج، وعمل جمعية وجمع 10 آلاف جنيه، وولاد الحلال جمعوا مبلغ وباقى على تكاليف العملية 4 آلاف جنيه من أصل 60 ألف، نفسى حد من المسئولين يساعدنا وينقذ ابنى من الموت».