| مصري من أصل فلسطيني يعيش على مهنة «خياطة الشكاير»: كل صحابها ماتوا

متنقلَا بين الإبرة والخيط يغرزها بين طيات الشكائر ليلصقها ببعضها البعض مكونَا غطاءً كبيرًا يستخدمه الفلاحون في حصد محصولهم عليه أو في تغطية عربات النصف نقل والنقل الكامل، هكذا عاش أحمد سيد، 81 عامًا، حياته رفيقا لتلك المهنة متخطيَا حاجز الهجرة من بلاده فلسطين إلى مصر؛ ليبدأ في التأقلم مع ظروف الحياة الجديدة، والسعي وراء كسب رزقه بالحلال، رغم العواقب الكثيرة التي واجهته في البداية.

يقيم الحاج أحمد في مدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، عاش أكثر من 40 عامًا يعمل بخياطة الشكائر، يبدأ في عمل الغطاء الذي يستغرق 3 أيام، لكن المشكلة تكمن في الزبون ذاته؛ لأنه لا يقدر تكلفة الأدوات المستخدمة في عمل الغطاء بالإضافة للوقت المبذول والمجهود البدني، فهي مهنة تأخذ أكثر مما تعطي، بحسب قوله.

الحاج أحمد يعمل في المهنة منذ 40 عامًا

أكثر من 40 عامًا وهو يعمل بهذه المهنة، ضعف نظره بشدة وسمعه أيضًا بالإضافة إلى إصابته بمشاكل صحية بدنية، بسبب تلك المهنة التي تركت أثرًا واضحًا عليه بعد السنوات الطويلة التي عمل فيها.

«اللقمة اللي بشتغل بيها بأكل بيها عيالي وإخواتي»، كلمات بسيطة روى خلالها الحاج «أحمد» لـ«» سبب استمراره بالعمل في تلك المهنة، بالرغم من انقراضها وقلة الدخل العائد منها، إلا أنه لم ييأس وبقي يعمل بها، وعلمها لابنه الوحيد ليكون سندًا له في تلك المهنة ويعينه على زيادة دخل المنزل.

ابن الحاج أحمد: كفاية أنه قرش حلال

روى «حسن» ابن الحاج أحمد، أنه سند والده في المهنة سعيًا لرزق حلال خاصة بعد أن ترك مهنته الأولى، وهي العمل في تركيب «البلاط»، بعد أن أخبره والده أنه يحتاجه إلى جواره في تلك المهنة، قائلًا: «صبرنا على عيشتنا وصبرنا عليها بعد ما انقرضت كفاية أنه قرش حلال».

«بحبها وراضي بها وراضي بنصيبي»، يأمل «حسن» ووالده أن تبقي مهنتهما تساعدهما، فهي مهنة ماتت في عصرنا الحالي خاصة مع وجود التطورات التكنولوجيا الحديثة، لكن فكرة شراء تلك الماكينات صعب؛ لأنها مكلفة للغاية وهم غير قادرين على تحمل تكاليفها والإنفاق الدائم عليها خاصة في الكهرباء، لأنهما تعرضا لإزالة عداد الكهرباء بعد أن تأخرا في الدفع لمدة تزيد عن شهرين؛ بسبب قلة الدخل الذي يصدر من تلك المهنة.

«علمتني ممدش ايدي لحد ومدخلش قرش حرام علينا وراضي بنصيبي»، تعلم «حسن» الكثير من تلك المهنة إذ أصبح أكثر صبرًا عن ذي قبل في حياته العامة، وبالرغم من أنه يملك أسرة بسيطة تتكون من ولدين وابنه، إلا أنه ترك أولاده يختاروا مجالات أخرى للعمل بها خاصة مع انقراض تلك المهنة وعدم كفايتها في تحمل نفقات البيت وسد احتياجات الحياة.

رفض والده الحاج أحمد أن يترك تلك المهنة نهائيًا بعد أن كبر في السن، بالرغم من إلحاح ابنه لراحته، إلا أنه رفض: «طول ما هو شايف ظروف البيت وشايف ظروف العيشة رفض يقعد بيحاول يساعدنا علي قد ما يقدر»، بالإضافة إلي مساعدة زوجته له في الخياطة مراعاة لظروف الحياة وللقدرة علي تغطية تكاليف البيت.