ويرى المسؤولون الأمريكيون أن المشاكل تتراكم بسرعة على جبهات متعددة – نظرا لترسانة بكين النووية المتوسعة، وتطوراتها في الفضاء، وتقنيات الفضاء والصواريخ، والتهديدات لتايوان.
ويقول الجنرال جون هيتين، الضابط العسكري الأمريكي الثاني، الذي قاد القوات النووية الأمريكية سابقًا، وأشرف على عمليات الفضاء للقوات الجوية: «إن الوتيرة التي تتحرك بها الصين مذهلة».
موارد وتكنولوجيا
وفي الوقت الحالي، يتعجب المسؤولون من كيفية حشد بكين للموارد، والتكنولوجيا والإرادة السياسية لتحقيق مكاسب سريعة، بسرعة كبيرة لدرجة أن إدارة بايدن تحاول إعادة توجيه جميع جوانب السياسة الخارجية والدفاعية للولايات المتحدة.
أحدث مثال على السرعة المفاجئة، كان اختبار الصين لسلاح تفوق سرعته سرعة الصوت قادرًا على الدوران جزئيًا حول الأرض، قبل إعادة الدخول إلى الغلاف الجوي والانزلاق في مسار يمكن المناورة به نحو هدفه.
ويهدف تصميم نظام الأسلحة إلى التهرب من الدفاعات الصاروخية الأمريكية، وعلى الرغم من إصرار بكين على أنها كانت تختبر مركبة فضائية قابلة لإعادة الاستخدام، وليس صاروخًا، أثارالاختبار دهشة المسؤولين الأمريكيين.
وقال الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، إن الاختبار كان «قريبًا جدًا»، على غرار إطلاق الاتحاد السوفيتي لأول قمر فضائي في العالم عام 1957، والذي فاجأ العالم المخاوف الفيدرالية من أن الولايات المتحدة قد تخلفت عن الركب من الناحية التكنولوجية.
و ما تلا ذلك كان سباق تسلح نووي وفضائي، أدى في النهاية إلى إفلاس الاتحاد السوفيتي.
ورفض ميلي ومسؤولون أمريكيون آخرون، مناقشة تفاصيل الاختبار الصيني قائلين إنها سرية. ووصفها بأنها «مقلقة للغاية» بالنسبة للولايات المتحدة، لكنه أضاف أن المشاكل التي يطرحها التحديث العسكري الصيني أعمق بكثير.
سلاح واحد
وقال ميلي في مقابلة مع تلفزيون بلومبيرج: «هذا مجرد نظام سلاح واحد». وأن القدرات العسكرية الصينية أكبر من ذلك بكثير، مضيفا بأنهم يتوسعون بسرعة في الفضاء، وفي الفضاء الإلكتروني ثم في المجالات التقليدية للأرض والبحر والجو».
الجبهة النووية
وكشفت صور الأقمار الصناعية الخاصة في الأشهر الأخيرة، عن إضافات كبيرة من صوامع الإطلاق، التي تشير إلى احتمال أن الصين تخطط لزيادة أسطولها من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، أو الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
ويقول خبير الأسلحة النووية في اتحاد العلماء الأمريكيين، هانز كريستنسن، إن الصين لديها على ما يبدو حوالي 250 صومعة، من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات قيد الإنشاء، والتي يقول إنها أكثر من عشرة أضعاف العدد الجاري العمل به اليوم.
وبالمقارنة، يمتلك الجيش الأمريكي 400 صومعة نشطة للصواريخ الباليستية العابرة للقارات، و50 صومعة احتياطي.
ويشير مسؤولو البنتاجون وصقور الدفاع في الكابيتول هيل، إلى تحديث الصين كمبرر رئيسي لإعادة بناء الترسانة النووية الأمريكية، وهو مشروع من المتوقع أن يكلف أكثر من مليار دولار على مدى 30 عامًا، بما في ذلك تكاليف الاستدامة.
وتقول الأستاذة المساعدة في العلوم السياسية بجامعة بنسلفانيا، والمتخصصة في الإستراتيجية العسكرية الصينية،فيونا كننجهام، إن الدافع الرئيسي للدفع النووي لبكين هو مخاوفها بشأن نوايا الولايات المتحدة.