«من رحم المعاناة يولد الأمل».. مشروع شبابي قيد زحام المواصلات ومعاناة الأشخاص في مدينة يسكنها مايقرب من 146 ألف نسمة، وبها مراكز متعددة للصناعات الإلكترونية في مصر، أزال المتاعب والصعوبات التي يواجهها مواطنيها عند التنقل من مكان لآخر.
«أحمد» شاب ثلاثيني، من مدينة بنها، التابعة لمحافظة الدقهلية، استطاع أن يحل أزمة المواصلات، من خلال التفكير والبحث عن طريقة جديدة لشكل عربات النقل تجعلها مميزة وذات طابع جذاب للجميع، بإمكانيات تطورية مكيفة، بحيث لا تأخذ نفس العدد التي تأخذه المواصلات العامة، خاصة أن المواصلات في بنها عبارة عن عربات «سوزوكي» حمولة 7 راكب مما يجعلها تكتظ بالركاب فتلغي فكرة الراحة، حسبما حكي الشاب لـ«».
بدأ أحمد شاهين، في البحث عن طريقة لحل مشكلة المواصلات العامة في بنها، إذ توصل إلى تحويل شكل المواصلات، والسعي في تغيير أسلوب السائقين حتى يستطيع استرجاع الأمان لدى العامة، والرغبة في استعمال المواصلات العامة: «خدنا عربيات السوزوكي من السواقين وطورناها ولوناها، خلينا شكلها حلو ويجذب الانتباه عشان نرجع الناس تركبها تاني، أنا هدفي إن المواصلات تكون جزء من العيلة، تقدر تأخذ الطفل لمدرسته بأمان والأب والأم لشغلهم بكل سهولة، ولو عايزين يطلعوا رحلة يقدروا يطلعوا بأمان».
مشروع «أحمد» بنفس سعر أجرة المواصلات العامة
ومن أجل كسب ثقة العميل، عمل «أحمد» على إعداد السائقين وتحسين سلوكيات الركاب بأسلوب مهذب، من خلال تدريبات تستمر لمدة 3 أسابيع حتى يصبح مؤهل للتعامل معهم، قائلا: «وفرت للشخص عربية متكاملة وبنفس سعر الأجرة 2 جنيه».
وعن الخطوة المقبلة لتطوير المشروع الذي أقدم «أحمد» عليه، قال: «بسعى إني أخد أرض فاضية من المحافظة أعملها موقف كامل للعربيات، ويبقى موقف حكومي الناس تقدر تركب منه»، موضحًا أن هدفه من البداية هو تغيير فكرة المواقف العشوائية خاصة ما ينطق به من ألفاظ سيئة، فهو لا يرغب أن تصل لمسمع الأطفال فيتأثرون بها ويرددونها، وهنا يلغي الوعي لديهم بما هو خاطئ وبما متاح لهم ويصبح الممنوع متاح.
استطاع «أحمد» التعاقد مع الكثير من المدارس لنقل الأطفال حيث ينقل في الوقت الحالي 220 طفلا يوفر لهم مقاعد داخل «سوزكي»: «بيكون موجود ميس ومعاهم كراسات رسم يرسموا، والميس بتحكيلهم حكايات بحيث تكون مرتبطة بالأطفال، وتبدأ تنمي عقلهم وتساعدهم على التفكير بشكل ايجابي».
يسعى «أحمد» لتنفيذ الفكرة في محافظة الشرقية بعد القليوبية، إذ يسعى حاليا لإنشاء خط خاص للمشاركة في المواصلات العامة، تحتوي على كارت يشبه كارت مترو الأنفاق، ليسهل التعامل مع السائقين داخل السيارات خلال رحلتهم».