معاريف تكشف أحد أسباب الاستقبال الودي الذي تلقاه بينيت في زيارتيه إلى واشنطن وموسكو

معاريف – بقلم: شلومو شامير                           “ثمة مشكلة لإسرائيل وممثليها الرسميين، ولكنهم غير واعين لوجودها. كل من واشنطن وموسكو وبروكسل والمقر الرئيس للأمم المتحدة في نيويورك، استقبلت حكومة التغيير في إسرائيل بالمفهوم الطبيعي لاصطلاح “التغيير”. هذا التفسير هو الذي أنتج موجة الاحتجاجات والتنديدات الشديدة في الساحة العالمية، التي تقع على إسرائيل هذه الأيام في أعقاب قرار بناء آلاف وحدات السكن الجديدة في المستوطنات.

يبدو أن إسرائيل تفتقد إلى وعي كاف لصورة إيجابية لحكومة التغيير في العالم. ففي الأماكن التي ذكرت أعلاه، لا أحد يكترث بتمثيل نفتالي بينيت لستة مقاعد فقط. ولا أحد يتابع تصريحات آييلت شكيد تجاه باقي كبار رجالات الحكومة، ولا أحد يقرأ تحليلات سلوك بيني غانتس أو نيتسان هوروفيتس. ما يهم زعماء دول مركزية، ممن يكترثون لوضع السلام والأمن في العالم، هو وجود حكومة جديدة في إسرائيل، يمكن التعويل عليها كجهة تعمل على الاستقرار في العالم.

في أحاديث مع سفراء قدامى ودبلوماسيين كبار في نيويورك تسمع تقديرات متفائلة حول فرص حكومة التغيير في البقاء. وتكشف الأحاديث مدى تقدير أوروبا الغربية بأن حكومة إسرائيل الحالية ليس لها صلة بالماضي الترامبي والحكومة السابقة. كما كانت هذه التقديرات أحد أسباب الاستقبال الودي الذي تلقاه بينيت في زيارتيه إلى واشنطن وموسكو.

إلى جانب ذلك، فإن الاعتراض على الاستيطان إجماع دولي، ليس من اليوم. ففي الولايات المتحدة سمع مثل هذا الاعتراض منذ سنوات ولاية رونالد ريغان كرئيس. ومنذئذ هو جزء لا يتجزأ من السياسة الخارجية الأمريكية. روسيا هي الأخرى تعارض الاستيطان بشدة، والشجب الذي نشر ضد قرار البناء في المستوطنات كان أكثر تطرفاً بسبب علاقات القرب الروسية مع الحكم في إيران أيضاً.

لقد جاء قرار بناء المستوطنات في توقيت سيئ. فواشنطن والأوروبيون غاضبون على إيران في أعقاب المصاعب التي تضعها في طريق استئناف المفاوضات على الاتفاق النووي. وفي قمة العشرين الكبار التي انتهت لتوها وجد الإحباط تعبيره من السلوك الإيراني.

إسرائيل، التي أصبحت الآن هدفاً للنقد الدولي، انتقلت إلى مكانة قد تقضم من مركزيتها كدولة تعارض التحول النووي لإيران وإضعاف حججها ضد الاتفاق النووي المتجدد مع إيران.

ينشغل الجميع في إسرائيل بتقديرات حول فرص بقاء الحكومة بعد إقرار الميزانية. تحرص كل من واشنطن وموسكو وبروكسل ومركز الأمم المتحدة في نيويورك، على مكانة إسرائيل كجهة سياسية حيوية لتحقيق الاستقرار في المنطقة. أما قرار البناء في المستوطنات فلم يسهم في ضمان مثل هذه المكانة.

رسمياً، يجب أن تفهم إسرائيل: الساحة العالمية تحبكم أكثر مما تعتقدون، فلا تخربوا هذا.