في قرية نزلة عمارة، التابعة لـ مركز طهطا بمحافظة سوهاج، تقيم أسرة الطفل عبد الحميد يونس، الذي عكفت والدته بعد انفصالها عن زوجها على تربيته، وكان وقتها يبلغ من العمر 5 أشهر حينها؛ لتمر 9 سنوات من حياته، حفظ خلالها القرآن الكريم عن ظهر قلب بأحكامه وتجويده، بالاضافة إلى حرصه على قرائته بصوت عذب يعيد رسم ملامح المدرسة الأولى في التلاوة المصرية بأصواتها المختلفة التي تشكلت من كبار القراء.
تعلق بالقرآن وهو في عمر الطفولة
لم يكمل عبد الحميد يونس الملقب بـ «معجزة سوهاج» الـ 13 من عمره ورغم ذلك فهو يمتلك صوتًا قويًا في قراءة القرآن الكريم ويتلوها بمقامات مختلفة على طريقة القراء القدامى ومنذ بداية طفولته ظهرت عليه علامات تمسكه وحبه للقرآن والتجويد بحسب أمال محمد والدته: «كان لسه عنده تلات سنين وكان يمسك المصحف ويجي يقولي يا ماما «قل هو الله أحد» وهي أول الآيات التي حفظها على يد والدته قبل أن ينضم إلى أحد كتاتيب بلدته التي تقام في مسجد على بعد أمتار من منزله».
والدة عبد الحميد: أبكي عندما أسمعه
يراوده دائمًا أنه سيصبح قارئًا للقرآن منذ صغره فبدأ يحفظه آية فآية وسورة فسورة حتى أتمه وهو في باكورة عمره وفقًا لوالدته التي أضافت لـ«» أنها أنفصلت عن زوجها وكان عمره وقتها 5 أشهر وما أن بلغ التاسعة من العمر انتهى من حفظ القرآن كاملًا، تأكدت أن له صوتًا جميل «أبكي عندما أسمعه» وهو في الوقت نفسه يدرس في المعهد الأزهري في القرية الواقعة بمركز طهطا بسوهاج ما ساعده على الحفظ بطريقة سليمة.
عبد الحميد لـ«»: القرآن رواية ودراية
«القرآن هو رواية ودراية».. جملة استهل بها عبد الحميد حديثه لـ «»، مؤكدًا أنه تعلمها من مشايخه بالقرية بعد أن حفظ القرآن وتلاوته على أيديهم: «تمنيت من الله أن أحفظ القرآن وأكون قارئًا في الإذاعة وأعلم أن الحفظ ليس أهم شيء ولكن الخشوع لكلام الله أكثر ما يهمني وهذا ما تعلمته من مشايخي في القرية فأنا أحب القرآن بقلبي وأبكي عندما أسمع أو أتلو هذه الآية من سورة غافر: «يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار».
الطفل لم يواجه صعوبات في حفظ القرآن كاملًا
وأشار الطفل إلى أنه لم يواجه أى صعوبات خلال رحلة حفظه القرآن رغم أنه بدأها وعمره 4 سنوات، لكن الهدف كان واضحا ولم يكن هناك تراجع فيه وهو أن يتمه كاملا: «أحمد الله أني تمكنت من ذلك والناس بتشبهني بالشيخ محمود صديق المنشاوي وأنا بحب أسمعه من صغري هو والشيخ عبد البابسط عبد الصمد وكمان الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ الحصري».
الأهالي لقبوه بـ«معجزة سوهاج»
«الشيخ صديق المنشاوي الصغير ومعجزة سوهاج» هذه هي الألقاب التي أطلقها أهالي قرية نزلة عمار بمحافظة سوهاج على الطفل الذي يقضي أكثر من 5 ساعات من يومه في تلاوة القرآن وقراءته بجانب القراءة لزملائه ومدرسيه في المدرسة، بالإضافة إلى جلسات القراءة التي يعقدها أطفال وشباب القرية في المسجد بعد كل صلاة، على حد قول عبد الحميد.