وجهاهما بشوشان، يدخلان القلب من الوهلة الأولى، تشعر في حضرتهما بأنك في جو من الزمن الجميل، عزت الجوهري، 68 عاماً، يغني ويطبل، وحسن جلال، 55 عاماً عازف، يكتمل المشهد بوجودهما معاً في مشهد واحد، ويأتي السياح إليهما بالاسم لالتقاط الصور التذكارية معهم.
حكى «عزت» عن عمله في الحسين الذي دام لأكثر من 40 عاماً، فهو يغني الأغاني القديمة أشهرها أم كلثوم بصوت هادئ وجميل يلفت انتباه من يسمعه، ويأتي إليه الكثيرون لالتقاط الصور معه وتصوير بعض الفيديوهات وهو يغني، وخاصة العرب والأجانب من مختلف الجنسيات، فالجميع يحب الالتفات حوله والرقص على نغماته، وهناك من الناس ما يأتي للشعور بالهدوء والراحة النفسية فيعود إلى منزله خالي البال من الهموم.
«عزت» و«حسن» من العناصر المؤثرة في السياحة
يعيش «عزت» من منطقة العباسية بمحافظة القاهرة، ويشعر مع صديقه «حسن» أنهما من العناصر المؤثرة في السياحة، حيث يلتقط السائحون الصور لتصبح في خانة الذكريات الجميلة عن رحلتهم لأم الدنيا: «الحاجات اللي بيشوفوها هنا هي اللي بترجعهم مصر تاني وتالت ورابع».
«عزت» مغني على خطوط هندسية
حصل «عزت» على بكالوريوس هندسة وعمل بشهادته، لكنه لم يستطع نسيان شغفه بالغناء الذي يشعر فيه بهويته ويأنس وحشته، خاصة بعد بلوغه سن المعاش: «أنا بغني في الحسين بقالي أكتر من 40 سنة، من أول ما تخرجت من كلية الهندسة وأنا بشتغل مغني إلى جانب عملي، ولما طلعت على المعاش قلت مش هينفع أقعد في البيت بين أربع حيطان»، مشيراً إلى أنه لديه ابنتان متزوجتان.
تعلم «حسن» العزف في معهد الكونسرفتوار حيث سخَّر كل حياته لتعلمه، فمنذ نعومة أظافره وهو يشاهد العازفين على القنوات التليفزيونية ويتطلع إليهم بنظرة أمل ويتمنى لو كان مكانهم، وكلما كبر نمت معه أحلامه بأن يصبح عازفا وتأتي الناس إليه لسماعه: «قررت أبدأ من صغري عشان بعد كده يبقي ليا مكانة، والحمد لله دلوقتي الناس بتطلبني بالاسم»، بحسب كلامه، مشيراً إلى فخر أبنائه الأربعة به.
«حسن» و«عزت» من أشهر ثنائيات الحسين
يعيش «حسن» في شارع محمد علي بمحافظة القاهرة، وتعرف على «عزت» في الحسين وقررا أن يكملا بعضهما واحدا بالعزف وآخر بالغناء والطبلة، وأصبحا من أشهر الثنائيات في المنطقة ويتقاسمان المكسب معاً: «إحنا بنكمل بعض».