لم يسلك للعلم طريقًا يكون عونًا له للالتحاق بأي وظيفة، لكنه لم يستسلم لأميّته أو بطالته، وبحث عن ممر آخر يكون مصدر رزق له ولعائلته، هذا ما فعله كريم جعران، 27 عامًا، الذي قرر بيع السجاد والمفروشات المصنوعة من جلود الحيوانات، كمشروع صغير له في حي الحسين بالجمالية، ويأتي إليه الناس بالاسم.
قرر «كريم» أن لا يكون عبئًا على أهله ويجلس على الأريكة في انتظار المصروف من والديه، فدخل في حيرة شديدة فهو لم يحصل على شهادة تساعده في إيجاد وظيفة مناسبة، ولم يورث أي صنعة عن والده وأجداده، يحكي «كريم»: «لقيت نفسي داخل على الـ30 سنة ومحققتش أي حاجة في حياتي ولا حتى لقيت شغلانة أكل منها بالحلال، الدنيا أسودت في وشي ومكنتش عارف أعمل ايه، لحد لما فكرت في المدابغ».
جلود الحيوانات تفتح الطريق أمام «كريم»
يجوب «كريم» محلات وشوارع القاهرة بحثًا عن عمل، حتى خطرت على باله فكرة بيع السجاد والمفارش المصنوعة من جلود الحيوانات، وطلب من أصدقائه مساعدته في التعرف على المدابغ، بحسب قوله: «أصحابي عرفوني على كذا مدبغة بتعمل من جلود الأرانب والثعالب والديابة وكل الحيوانات اللي متخطرش على بال حد سجاد بأحجام مختلفة واتفقت معاهم اخد كمية وأبيعها».
«كريم» يختار الحسين مقرًا لمشروعه
مشروع «كريم» في الطريق على بعد خطوات، فتأتي ثاني خطوة وهي مكان مناسب للبيع يتردد عليه الناس كثيرًا: «دورت كتير ملقتش أفضل من حي الحسين بالجمالية، الناس بتردد فيه على طول سواء من مصر أو سياح من دول مختلفة، قلت أروح أجرب لو الشغل مش كويس هناك هشوف مكان تاني، خدت جنب في المنطقة وفرشت البضاعة وكنت الأول ببيع بأسعار منخفضة عشان الناس تعرفني».
الحياة تفتح بابها لـ«كريم» لم يصدق ما وصل إليه وقرر أن ييسر على الشباب: «جبت شابين يساعدوني في الشغل».