«ابني وزود من أمجادك، ابني لوطنك ولأولادك، فكر ابحث ازرع صنع».. تلك كلمات تغنت بها كوكب الشرق أم كلثوم قبل 54 عاما إيمانا بدورها في حث الجميع على العمل؛ لتمر السنوات ويدوي صوتها أرجاء ورش عمال حرفة الفخار أثناء تشكيل تمثال لها يزين مقدمة قرية الفواخير بمدينة الفسطاط بمصر القديمة، التي لاقت عناية ورعاية الدولة إحياء للمهنة التي توارثها الأجيال على مدار آلاف السنين تحديدا منذ عهد القدماء المصريين.
سعر تماثيل المشاهير في قرية الفواخير
تمثال كوكب الشرق رافقه واحد آخر للفنان الكوميدي خفيف الظل محمود شكوكو بجانب أعمال مصرية متعددة ذات حكايات وروايات مختلفة، حُفرت في أذهان الجميع كـ الفلاحة العاكفة على إعداد الخبز وقارئ القرآن وجالسي المقاهي وعازفي الآلات خلف المشاهير، شكلها أمهر الحرفيين في صناعة الفخار بأناملهم من أجل العرض للجمهور بأسعار تتراوح من 20 جنيهًا إلى 5 آلاف جنيه، حسب الحجم والمواد المستخدمة ومدة الصنع.
ومن أمام تمثالي أم كلثوم وشكوكو، عرض ناصر محمود، أحد أصحاب ورش الفخار بالفسطاط، منتجاته المتنوعة بين تماثيل وفازات وأكواب وطريقة ومراحل تصميمها التي تعتمد على الطين الأسواني المتحول إلى «بودرة» وبعدها يتم عجنها والتخديم عليها وتشكيلها بالأيدي حيث فن النحت الشهير، لافتا إلى أن هناك طريقتين في الصنع يا إما الاعتماد على الطريقة التقليدية حيث الدولاب والأفران اليدوية أو الطريقة الحديثة المرتبطة بأفران الغاز صديقة البيئة التي يراها «محمود» الأفضل بعد سنوات من المعاناة.
صانع فخار: الحرفة عشق وحالة خاصة مع الطين
«بنصمم أي تمثال للمشاهير أو الأشخاص حسب رغبة كل شخص والسعر يتحدد حسب الحجم» هكذا يُخدّم صانع الفخار على تحفه الفنية؛ من أجل إرضاء الزبون خاصة بعدما سلطت الدولة الضوء عليهم في ورشهم بالمنطقة الجديدة، قائلا: «الحرفي حس إن حد مهتم بيه وده عامل معنوي أكثر من مادي».
وبخلاف التحف الفنية، هناك مكان مخصص لأدوات المائدة ما بين طواجن وأطقم حلل وأكواب صاحبها أحمد زكي، حرفي بمهنة الفخار لمدة 54 عاما منذ أن كان صبيا حتى أصبح عجوزًا، واصفا إياها عبر بث مباشر في صفحة «»: «الفخار هي حرفة عشق وحالة خاصة مع الطين، شعور مختلف إنك ماسك حاجة ملهاش قيمة ومتتخيلش إنها تتشكل بمنتج جديد».
الطواجن وأدوات المائدة المعروضة والمصنعة من الفخار، تعود مجموعة من تصاميمها لعصر القدماء المصريين إلا أنها ما زالت قيد الإنتاج والطلب حيث يصل سعر طاجن الأرز باللبن إلى 5 جنيهات وأطقم الحلل الفخارية، يتراوح ثمنها ما بين 80 إلى 300 جنيه، مختلفة رسوماتها ما بين «الهاند ميد» والمصنعة.
هناك من بين المعروضات أيضا الطاجن المغربي الذي استوحى فكرته الحرفيين وقاموا بتحويله إلى رسومات مصرية ويعتمد على مراحل أكبر في التصنيع، و«السبرتاية» الخاصة بإعداد القهوة والواصل قيمتها إلى 110 جنيها، أما الفازات الخاصة بالزينة في المنازل سعرها ما بين 30 إلى 300 جنيه.