| بطولة شاب دافع عن سيدة سحلها سائق بسبب 5 جنيهات: «معملش حساب للمطواة»

كاد أن يدفع حياته ثمن 5 جنيهات مدافعًا عن سيدة وابنتها، اعتبرها في مقام والدته أو أخته لذا لم يتردد لحظة في الدفاع عنها، إذ تصدى وائل الشامي، ابن محافظة المنوفية، لسائق التوك توك الذي تعرض للسيدة وابنتها مقابل أجرة توصيله لهما، ألا وهي 5 جنيهات لم تدفعها السيدة، وعلى إثر ذلك قام السائق بسحلها في الشارع أمام الجميع دون رحمة أو مراعاة لسنها.

مشهد التدخل للدفاع عن السيدة

لم ينتظر «وائل» صاحب الـ33 عامًا رد فعل الناس للتدخل أو إنقاذ السيدة، بل تدخل سريعًا أمام سائق التوك توك ليتصدى له بكل قوته، لكنه فؤجي بالسائق يخرج مطواة يوجهها في وجه «وائل» الذي تحرك سريعًا ليتفادى السلاح، إلا أن السائق استطاع أن يطعنه في ظهره فسقط على إثر الضربة المؤلمة.

يروي «وائل» لـ«»: «مستنيتش اتفرج على الست وبنتها حسيت أن أمي وأختي حد بيتعرض ليهم بس معملتش حساب المطواة، كان ممكن مدفعش عنهم وأحمي حياتي زي ما بيتقال، بس افرض مشيت خطوة بعيد جت عربية وخبطتني وموتت، مش يمكن ربنا فداني بقضا أخف من قضاء».

لم يندم بائع الحصير، على تصرفه، بل ذكر أن الأمر لو تكرر أمامه مرة أخرى، لن يتردد في تقديم المساعدة حتى لو كلفه حياته وليس مجرد طعن بعدة غرز في ظهره.

لحظات بعد الطعن في المستشفى

فؤجي «وائل» بعدد كبير من أهالي السيدة، حضروا إلى المستشفى ووقفوا بجانبه للاطمئنان عليه ولم يتركوه لحظة واحدة حتى علموا باستقرار وضعه وتخطيه مرحلة الخطر، وبقيت السيدة على اتصال دائم به تذكر رسالة واحدة له: «متتنزلش عن حقك كفاية أنك ساعدتني من غير ما تتردد حقك خده بالقانون»، وبالفعل حُرر محضر أثناء تواجده في المستشفى لينال حقه ليكون الأمر كرسالة لكل من يرى وضع مشابه في الشوارع ألا يتردد في الدفاع عن الآخرين.

«سواق التوك توك كان ممكن يتغاضي عن أجره الموضوع مش كبير ده مبلغ بسيط بس السواق عاند ونسي أنها ممكن تكون في مقام أمه أو أخته»، يذكر «وائل»، أنه كان شبه ميتًا لكن بفضل الله ودعوات الجميع خرج من الأزمة بإصابة قد تكون بسيطة مقارنة بفقدان حياته، لكن رد فعل الآخرين سواء بالدعاء أن يسترد الخير في المستقبل بتربية صالحة لأولاده، وبالكلمات الطيبة واصفين إياه بالبطل الذي استطاع أن ينقذ السيدة من بطش سائق التوك توك.

عمري ما دخلت قسم شرطة

يحكي «وائل» أنه لم يخطُ بقدمه داخل قسم الشرطة إلا مرة واحدة لاستخراج البطاقة، إلا أنه اضُطر للدخول مرة أخرى؛ للإدلاء بأقواله في الواقعة والاستمرار في طلب حقه، مستجيبًا لتشجيع الجميع بالمطالبة بحقه ليأخذ السائق جزاءه ويكون عبرة لمن يفكر في فعل ذلك الأمر مرة أخري.