لم يرض محمد غريب ابن مدينة أشمون بالمنوفية، بأن ينتهي حلمه ضمن آلاف الأحلام التي ابتلعتها الظروف وصعوبات الحياة، ولم يبك على اللبن المسكوب، بعدما تعرض لحادث قطار أفقده قدمه اليسرى، إذ قرر السعي وراء شغفه بانضمامه إلى «فريق المعجزات» للاعبين مبتوري القدم؛ أملًا في أن يصبح لاعب كرة قدم شهيرًا يوما ما.
عاد لـ الملاعب بعكازين
النجاح بالنسبة لـ محمد غريب الشاب الذي بدأ مسيرته مع كرة القدم في العاشرة من عمره، هو قدرته على العمل فيما يحب حتى وإن واجهته بعض الظروف، ولكن «بالاعتماد على الله» سيمر كل صعب، مؤكدًا أنه عاد من جديد لممارسة هوايته المفضلة بقدم واحدة: «قومت تاني ووقفت على رجلي علشان ارجع أعمل اللي بحبه ونزلت الملعب بالعكاز».
محمد بدأ كـ ناشئ في عدة الأندية
الطفل الذي تعلق بلعبة كرة القدم لم يستسلم وظل متمسكًا بهوايته حتى النهاية، يقول محمد لـ«» إنه اكتشف موهبته وهو بعمر الـ10 سنوات، والتحق بعدها بالعديد من فرق الناشئين بأندية (جولدي وإنبي وإيسكو)، ولفت وقتها أنظار الجميع: «الحادثة اللي اتعرضت ليها يمكن عطلت شوية من أحلامي بس ده ميمنعش إني مكمل ومبسوط بوجود منتخب للاعبين كرة القدم المبتورين وكلموني عشان أنضم معاهم».
ظل ينظر إلى صور اللاعبين المعلقة على حوائط غرفته ويراوده حلمه القديم، بأن يصبح لاعبًا شهيرًا، وعكف على استكمال هذا الحلم بمساعدة شقيقاته الأربعة اللاتي قدمن له الدعم الكافي؛ وعاد للملاعب مرة أخرى لينضم إلى «فريق المعجزات» للمبتورين كصانع ألعاب: «انك تطور نفسك وانت مبتور دي حاجة بترجع للنفسية وانك ترضى بقضاء ربنا من اللي حصلك دي وانا مكمل لعب كورة بعكاز ومش هتنازل عن حلمي».
ورغم الصعوبة التي تواجه شخصًا مبتورًا يمارس اللعبة، وجد «محمد» أنها أيضًا ليست عائقًا فعندما يلمس الكرة وهو يركض بعكازين تلمع عيناه وترتسم على وجهه ابتسامة مشاكسة ويستطيع المراوغة والتسديد: «قدرت فعلا أتطور في الأول الموضوع كان صعب بس انا حاسس بلذة الهواية اللي بحبها من وانا صغير ورغم ان في صعوبات في انك تتعامل مع الكورة بعكازين لكن حبك لممارسة هوايتك هيفرق كتير في انك تطور».