| الشاطر حسن.. طالب ألسن وبياع شكمجية في الحسين: عايز يتفرغ للنحاس والأرابيسك

عندما كان طفلاً تربى حسن عبد المعتمد، 22 عاماً، على يد الحسيني عبد المنعم، أحد تجار المقتنيات العربية بحي الحسين في الجمالية، وعرف منه لغة البيع والشراء، ليصبح من أشهر شباب السوق وأكثرهم صدقا في المعاملات التجارية، ويتمنى حسن أن ينتهي من دراسته سريعاً ليتفرغ للعمل في هذا المجال.

يدرس «حسن» في الفرقة الثالثة معهد الألسن نظم ومعلومات، وعندما كان في 13 من عمره تبناه تاجر متخصص في بيع الأشياء ذات التراث عربي ويدعى «الحسيني» ليعمل معه ويتعلم على يديه سر الصنعة، وكان «حسن» مثال للطموح والرغبة  في التعلم، ملبياً لكل النصائح والخبرات الحياتية والعملية التي تقدم له، ويساعد والده في العمل، فهو يمتلك ثلاثة من أكبر المحلات في حي الحسين بالجمالية، ويشتهر ببيع الشكمجيات القديمة والمنقوشة بفن يمتد لمئات السنين: «كنت لسه عيل صغير معرفشي حاجة، وجه الحاج الحسيني اعتبرني زي ابنه، ورباني وعلمني، ودايما بينصحني ويقولي اعمل كذا وابعد عن ده».

أمبراطورية النحاس والأرابيسك في حي الحسين

يعيش «حسن» في مدينة نصر بالقرب من أسرة «الحسيني»، التي تمتلك ثلاث محلات واحد منها يصنف ضمن أقدم محلات المنطقة وتاريخه يعود لعام 1973، ويعتبر ارث ومصدر فخر للعائلة، ومن داخل هذه الإمبراطورية العريقة بدأ بنقش النحاس والأرابيسك والمشغولات العربي.. مثل المرايا بتصميمات وأحجام مختلفة، ويتفاوت سعرها.. فمنها مقاس 20 في 30 سنتمتر وتتكلف 300 جنيه، اماالـ 40 في 60 سنتمتر فثمنها 450 جنيه، وتأخذ شكل الشباك، وعند فتحه تظهر المرآة، وتصمم هذه النوعية من المرايا من خشب يحاط ببروز نحاسية، إضافة إلى مشغولات أخرى للعرائس من النحاس المخلوط والصافي: «بنعمل شغل كتير، منها أطقم أطباق توحي بالعراقة، والبنات اللي بتجهز بتشتري منها، ويبقى عندها حاجة مختلفة تطلعها في العزومات، وبتدي شكل جمالي للأكل، إضافة إلى سبرتاية القهوة، ودي معروفة من زمان، وبتخلي القهوة لها طعم مختلف».

الشكمجية الأكثر إقبالاً من الزبائن

تمتلك عائلة «الحسيني» الورش الخاصة بإنتاج بعض الأشياء التي تميزهم.. منها الشكمجية، التي يشتد عليها الإقبال وتقدم كهدية للسيدات يحتفظن فيها بالمصوغات الذهبية: «العلب من أكتر الحاجات اللي بتتباع خاصة اللي بيتحط فيها الدهب، لأن شكلها مميز، والناس عرفتها من الأفلام القديمة، ممكن حد يشتريها لوالدته أو رجل لزوجته، الناس بتحس إن هي قطعة أثرية موجودة في البيت».