من باب الإحساس بالمسؤولية والمشاركة في تحملها، نظم أبناء قرية الحريدية مركز المراغة بمحافظة سوهاج، مبادرة لتوفير قطعة من الأرض لإنشاء مستشفى ومدرسة ابتدائي وإعدادي، بعد أن عرض عليهم القائمون على المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» لتطوير قرى الريف المصري الأكثر احتياجا، فكرة توفير الأرض على أن تتحمل «حياة كريمة» تكلفة التشييد والبناء.
أحد القائمين على المبادرة: بلدنا محتاجة حاجات كتير
يحكي مصطفى شكيب، 52 سنة، أحد القائمين على المبادرة، في حديثه لـ«»، أن الفكرة لاقت استحسانا بين أبناء قرية الحريدية، فأسرعوا بإطلاق المبادرة فيما بينهم: «إحنا شايفين بلدنا محتاجة حاجات كتير ومحتاجة نمد أيدينا معاها، ولما مبادرة حياة كريمة عرضت علينا الفكرة، وعرفنا إنها هتبني لنا مستشفى ومدرسة بس محتاجة إننا نوفر لهم الأرض، فرِحنا كلنا مسلمين ومسيحيين ورحبنا بالفكرة وأطلقنا مبادرة لتوفير الأرض، والحمدلله المبادرة لاقت قبول من الناس كلها وقدرنا نوفر فدانا من الأرض من خلال تبرع الناس سواء بأرض أو فلوس، وسلمنا الأرض للهيئة الهندسية».
لم تقتصر المشاركة في المبادرة على رجال القرية فقط، إنما كان لسيداتها دور فيها، اللاتي أدركن رغم بساطة تعليمهن، أن قريتهن في حاجة لمد يد العون، فأسرعن بالمشاركة: «في سيدتين شاركوا معانا في المبادرة والاتنين عمرهم بيوصل تقريبا لـ 110 سنة، ومنهم واحدة كفيفة.. دول مبخلوش على البلد بحاجة إنما شاركوا معانا وهما فرحانين»، بحسب «مصطفى».
لم تكن هذه المبادرة هي الأولى التي يطلقها أبناء قرية الحريدية فيما بينهم، إنما سبقتها أيضا مبادرة عام 2017 وأنشأوا مكتبًا للبريد في قريتهم، مُتحملين وقتها التكلفة كاملة من شراء الأرض والبناء: «أطلقنا مبادرة قبل سنة 2017 وأنشأنا مكتب للبريد على مساحة قيراط أرض وبتكلفة حوالي 450 ألف جنيه، ووقتها كنا إحنا متحملين التكلفة كلها».
مازالت قرية الحريدية في حاجة للمزيد من اهتمام الدولة وإنشاء المشاريع التي من شأنها خدمة أبنائها، الذين يأتي في مقدمتهم ذوي الاحتياجات الخاصة وهم يكثُر عددهم في هذه القرية والقرى المجاورة لها: «محتاجين نبني معهد أزهري ومدرسة لذوي الإحتياجات الخاصة».