رأت صحيفة “البعث” السورية أن زيارة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيّان وزير الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات العربية المتحدة، واستقبال الرئيس السوري بشار الأسد له وللوفد المرافق يوم الثلاثاء، كانت خطوة عروبية أصيلة وواعدة.
وذكرت أن أهميتها تنبع من ضرورة وأولوية سياسة التقارب والتواصل والحوار مع سوريا في هذه الظروف الصعبة التي تعصف بالأمة، ومن إنهاء القطيعة العربية معها، لأن هذا يشكّل ضمانة قوية لعدم العودة إلى الخلف، ويسدل الستار على حقبة قاسية من الصراعات العربية المريرة، بما في ذلك من فتح الطريق إلى عودة مناخ الاستقرار والثقة والحوار الشعبي والرسمي بين العرب.
واعتبرت أن هذه الزيارة وهذا الاستقبال الودي هو في طريق تأسيس قاعدة انطلاق رسمية معلنة لتجاوز كثير من العقبات والإشكالات الإقليمية العديدة والمؤذية التي سببها ما دُعي بالربيع العربي، ولا سيما أن كل ما طُرح خلالها كان حاجةً وضرورة، والأهم هو ما اتُفق عليه من وضع حل المشكلات في سياقها العربي بعيداً عن التدخلات الخارجية.
وأشارت إلى أنه مع هذه الزيارة يقف النظام الرسمي العربي اليوم أمام خيارات إيجابية من جهة، وأمام مفترق طرق واضح من جهة أخرى عليه العمل خلاله على عودته إلى الإمساك بقراره الوطني والعروبي، والالتفاف حول قضايا العرب ومصالحهم ومصيرهم الوطني والقومي كيلا يعودوا مرة أخرى إلى طريق مسدودة بائسة تقع الأمة كلها خلالها ضحية في شرك أطماع أعدائها.
وأوضحت أنه من اللافت في هذه الزيارة، وكل ما فيها لافت ومهم وواعد أيضاً، هو الاتفاق على استمرار التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا والتحديات التي تواجه العرب، من أجل تحقيق تطلعاتهم، وتكثيف الجهود بين البلدين لاستكشاف آفاق (جديدة) للتعاون في القطاعات الحيوية لتعزيز الشراكات الاستثمارية فيها.
ونوهت لتأكيد الشيخ عبد الله بن زايد دعم الإمارات لجهود الاستقرار في سوريا، وأنّ ما حصل فيها أثّر على الدول العربية كلّها، وإعرابه عن ثقته بأن سوريا (وبقيادة الرئيس الأسد) وجهود شعبها قادرة على تجاوز التحديات التي فرضتها الحرب.
وأضافت: نعم إنها خطوة عروبية أصيلة، نأمل أن تكون منطلقاً لخطوات أخرى قريبة ومتتالية في سبيل النهوض من هذا الواقع الذي لا يليق بمستقبل أجيالنا الطالعة، وأوطاننا الجريحة