من إشارات المرور إلى أجراس الإنذار، والأضواء الخلفية للسيارات، يبدو أن اللون الأحمر موجود في كل مكان، ومهم جدًا في أوقات الخطر، ولكن ما الذي يجعل الاختيار العالمي لصفارات الإنذار لسيارات الشرطة والإسعاف، والعديد من إشارات التحذير الأخرى أن تكون باللون الأحمر؟.
تكمن الإجابة عن سبب فعالية اللون الأحمر كإشارة خطر في مفهوم يسمى التشتت، وهو ظاهرة ينحرف فيها الضوء عن مساره المستقيم عند اصطدامه بحاجز ما، مثل الغبار أو جزيئات الغاز أو بخار الماء، إذ يُعاد توجيه شعاع الضوء في اتجاهات مختلفة بعد التفاعل مع الجسيمات الموجودة في الوسط، بحسب موقع «science abc».
من الضروري أن تكون إشارة الخطر أو الإنذار مرئية من بعيد، ويجب أن تستخدم جميع الإشارات المهمة للفت انتباه المرء، مثل إشارات الخطر أو الإنذار، لونًا يمكن رؤيته من مسافة بعيدة حتى يمكن إخطار الأشخاص وتجنب الحوادث المؤسفة، لذلك، نحتاج إلى ضوء لا يتشتت كثيرًا ويكون في النطاق المرئي للبشر؛ وإلا كيف يمكن رؤيته؟.
من الطيف الكهرومغناطيسي، فإن النطاق المرئي للإنسان يمتد من اللون الأزرق الذي له أدنى طول موجي، إلى اللون الأحمرالذي له أعلى طول موجي، وينص قانون التشتت على أن الطول الموجي الأطول سيشتت أقل، ويلبي اللون الأحمر كلا الشرطين؛ أولاً، ينتمي إلى النطاق المرئي للبشر، وثانيًا، له الطول الموجي الأعلى، مما يجعله أقل التبعثرًا وتشتتا.
تأثير اللون الأحمر على دماغ الإنسان
ربطت دراسة مثيرة للاهتمام نشرت في مجلة «Frontiers in Human Neuroscience» بين اللون الأحمر وجذب الانتباه في سياق عاطفي.
الاستجابات الحركية هي الاستجابات التي يبديها عقل الإنسان وجسمه استجابة لأي نوع من التحفيز، وأثبتت الدراسة أن عرض اللون الأحمر مباشرة قبل أو أثناء الاستجابة الحركية يزيد من قوة الاستجابة وسرعتها.
إثارة المشاعر
علاوة على ذلك، يبدو أن اللون الأحمر يمتلك خصائص تثير المشاعر، وتبين أن الناس يميلون إلى ربط اللون الأحمر بالعواطف السلبية التي تحمل مخاطر، لأنه لون النار والدم والغضب، وأحيانًا الحيوانات السامة أو الخطرة.
لذلك يجرى تنشيط العقل البشري أو تنبيهه فورًا عندما يرى هذا اللون، وثبت أن الإشارة هي واحدة من أهم وظائف اللون، لذلك يجب أن يكون اللون الأحمر قادرًا على جذب الانتباه، خاصة في الظروف العاطفية.