| «أحمد» يحول أكشاك الكهرباء بالأقصر إلى لوحات من تراث الأجداد

بحرفية شديدة ودقة في اختيار الرسومات وها وما بدت عليه من واقعة باستخدام تقنية الـ«ثري دي» عجت الأكشاك الكهربائية والجدران بـ مدينة الأقصر بلمسات فنية تحاكي منازل وقصور الصعيد التراثية القديمة وتحولت إلى قيمة جمالية من الفن المعماري الذي يحاكي جمال المدينة وتاريخها وذلك قبل أيام قليلة تفصلنا عن الموكب الضخم الذي سيشهده  طريق الكباش

 

أضفت جمالية على أكشاك الكهرباء

هنا في الأقصر كل شيء من الممكن أن يأخذ منحى مختلفا هي الجملة التي عبر بها «أحمد الأسد»، 44 عامًا، أحد الفنانين التشكيليين بمدينة الأقصر في بداية حديثه، عن خريطة ذهنية يمتلكها، وبدأ في تنفيذها لتضفي على الأكشاك الكهربائية المتواجدة في الشوارع والميادين صورة جمالية حوَّلتها  من اللون الرمادي الموحد إلى لوحات فنية خطفت أنظار الأهالي بالمدينة السياحية ذات التاريخ العريق.

«رسمنا بيوتا ودرجا وأبوابا من تراثنا على الأكشاك الكهربائية وتغير شكلها تمامًا بلمسات بسيطة يمكننا من خلالها تحويل كل شيء تقليدي في بلادنا»، هكذا يقول أحمد في بداية حديثه لـ ، مضيفًا: «أن إعطاء المساحة للرسومات الفنية والجداريات يبعث البهجة والمحبة ويمنحنا الطاقة الإيجابية وهو ما بدأته قبل سنوات بالتعاون مع مجموعة من الشباب والأطفال وأسسنا مبادرة لتلوين المنازل، بدأنها بتلوين منازل قرية المخادمة القديمة بعد ما تركها أصحابها وهاجروا وكانت مهملة فتحولت إلى لوحة فنية تسر الناظرين».

أحمد: نسقت مع وزارة الكهرباء 

يحكي الفنان التشكيلي تفاصيل المبادرة الجديدة التي دعا إليها تحت اسم «أكشاك الأقصر» والخاصة بالرسم على أكشاك الكهرباء في شوارع المدينة، قائلا إنه نسق مع الوزارة في هذا الشأن لظهور المدينة بشكل فريد قبل أيام من الموكب والاحتفالية التي سيشهدها طريق الكباش في الأيام القليلة المقبلة.

عشرات الأكشاك المطلة على طريق المطار وكورنيش النيل وصولا إلى شوارع أخرى وميادين بالمحافظة أصبحت مزيجا فنيا للأماكن الأثرية والمباني القديمة سواء من المنازل في الصعيد أو المعابد القديمة والقصور بتنوعها الثقافي المتناغم والواضح من ضمنها قصر «يسى أندرواس باشا» وغيرها من تراث الأجداد الذي شوهد على تلك الأكشاك.

جزء من ذاكرتي الشخصية 

يختتم أحمد حديثه لـ«»، مشيرًا إلى أنه راعى اختيار الرسومات بحسب المنطقة فلكل منها زخارف وأشكال تراثية ظلت قائمة لأزمنة طويلة ومنها ما اندثر ومنها ما هو باقٍ، مؤكدًا أنه عاش تفاصيل هذه البيوت القديمة عندما عاش طفلًا في منزله بمدينة المخادمة بـ قنا وأول لوحة رسمها كانت لـ«كلبين» يتشاجران فوق سور المنزل وهي جزء من ذاكرته الشخصية.