امتلأت عيناه بالدموع وهو يحكي تفاصيل سفر نجله، المحكوم عليه بالمؤبد في دولة الإمارات، بتهمة تجارة المخدرات، بعد أن باع كل ما يملك ليسافر ويجمع الأموال التي تساعده على الزواج، ما جعل ابنه يستغيث بالمسؤولين من أجل توكيل محامٍ في القضية.
العام الماضي، سافر فاروق مدحت السيد، 25 عامًا، إلى دولة الإمارات ليعمل نقاشًا لعدة سنوات، ويبني شقته ليتزوج، وفي يوم كان يجلس على ساحل الخليج العربي، بمنطقة أم القيوين في الإمارات، وتم القبض عليه هناك، بتهمة جلب مخدرات من خارج البلاد، قبل أن يتم الحكم عليه نهائيًا بالسجن المؤبد 25 عامًا، وهو بعيد عن أهله.
تفاصيل القبض عليه
يحكي مدحت السيد، والده، لـ «»، أنه جمع كل ما يملك بسبب إصرار ابنه الوحيد، على السفر للخارج، وبعد سفره كان يتواصل معه كل فترة ليعرف أخباره، وقضى أشهر من العمل وتوفير الأموال التي يعتقد أنها ستخفف عنه آلام الغربة بعد رجوعه إلى مصر، ولكنه لم يعلم أنه سيقضي باقي حياته خارجها: «ابني كان بيصطاد في منطقة القيوين هو وصاحبه، فشاف حاجة في المياه وراح يجيبها، وقبل ما يفتحها تم القبض عليه وقعد 45 يوم في الحبس، وبعدها خرج وقالوله أنت براءة معملتش حاجة، كلمته وقولتلته يابني ارجع مش عاوزين أي فلوس، بس لما راح المطار رجع عشان لقى عليه مخالفة في جواز السفر».
الحكم بالمؤبد على الشاب المصري
في يوم 27 أكتوبر الماضي، تلقى خبرًا بالحكم عليه بالمؤبد غيابًا، ليتواصل «فاروق» مع شقيقته ويصدمها بالخبر، طالبًا منها عدم إعلام والدها خوفًا على حزنه، ولكن في النهاية لا مفر من معرفته، وبحسب «مدحت»: «كنت بكمله كل فترة على النت من تليفون بنتي، لأن أنا راجل فلاح بستخدم تليفون بزراير ومابعرفش أقرأ، اتصدمت لما عرفت الخبر لأن أنا محلتيش غير ابني، ومش معايا فلوس أجيبله محامي».
«مدحت» يعرض بيته للبيع
فلاح بسيط لا يملك سوى قوت يومه، رزقه على ذراعه، إن مرض قد لا يأكل، فمن الطبيعي عدم امتلاكه عشرات الآلاف من الجنيهات لتوكيل محامٍ بالإمارات، لذلك عرض منزله للبيع من أجل امتلاك أتعاب المحامي: «نفسي يرجع ونعيش أنا وهو على الرصيف، أو حتى في خيمة، مش هيفرق معايا البيت اللي نعيش فيه، نفسي ابني يرجعلي، روحي هتروح لو ماشوفتش ابني، لما كنا بنكلمه في رمضان وبسأله، هتفطر إيه يا فاروق، يقولنا أنه بياكل بيض، لو هو فعلا تاجر مخدرات، هل معقول إنه هيفطر بيض في رمضان؟».