يديعوت تتحدث عن الدوافع العلنية والسرية من لقاء منصور عباس مع ملك الأردن

شكل اللقاء غير المسبوق بين الملك الأردني عبد الله الثاني ورئيس القائمة العربية منصور عباس مناسبة لإثارة نقاش إسرائيلي واسع النطاق، بين من اعتبرها وساطة إسرائيلية أردنية تتعلق بإدارة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، ومن رأى فيها، “جهدا من حكومة نفتالي بينيت للتزلف للأردن، والتملق للملك، في إطار استعادة العلاقات الثنائية التي شهدت توترا كبيرا خلال عهد بنيامين نتنياهو”.

وتكمن أهمية اللقاء بين الملك عبد الله الثاني وعضو الكنيست منصور عباس في حصوله، حيث يسعى الملك لتعزيز مكانته في المنطقة، وقدرة الأردن على حشد المساعدات الاقتصادية من الولايات المتحدة وإسرائيل، وفي الوقت ذاته ربما تظهر مصالح كامنة في اللقاء تتعلق بالمسجد الأقصى والبدو في النقب.

رون بن يشاي الخبير العسكري الإسرائيلي ذكر في تقريره بصحيفة “يديعوت أحرونوت” : أن “لقاء عبد الله مع عباس يثبت أن الأردن يعرف كيف يتعامل مع السياسات المعقدة للهويات الشرق أوسطية، ولذلك كان لدى العاهل الأردني أكثر من سبب وجيه لدعوة عباس إلى محادثة شخصية، وحظيت بتغطية إعلامية جيدة”.

وأضاف أن “لقاء عبد الله-عباس يأتي استكمالا للاجتماع الذي تم الترتيب له مسبقًا مع مكتب رئيس الوزراء نفتالي بينيت، لإظهار دعم الأردن للحكومة الجديدة في إسرائيل، لكن لقاء عبد الله مع عباس فريد من نوعه، لأن الأخير زعيم حزب عربي وإسلامي بحت، ويشكل ركيزة مؤثرة في الائتلاف الذي تقوم عليه الحكومة الإسرائيلية، ولذلك فإن لقاءً مفتوحا بين عبد الله وعباس يساهم في تقوية الروابط بين عمان وتل أبيب”.

يتزامن لقاء عبد الله مع عباس مع جملة من التطورات، لعل أهمها طلب الأردن للمساعدة الاقتصادية من واشنطن وإسرائيل، بجانب التأكيد الأردني على دوره كوصي على الأماكن المقدسة في القدس نيابة عن العالم الإسلامي، ولذلك فإن اتصال الأردن عبر ملكه بشخصية سياسية إسرائيلية وإسلامية وعربية يعتقد أن لها تأثير كبير على الحكومة الإسرائيلية، وسياساتهاـ بما يعزز بشكل كبير المصلحة الإسلامية والمكانة الإقليمية للملك عبد الله.

تعتبر الأوساط الإسرائيلية أن ملك الأردن حقق هذين الهدفين من خلال لقائه مع عباس، خاصة لترميم الأوضاع الداخلية التي تشهدها المملكة في الآونة الأخيرة، لاسيما في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي يثقل كاهل الأردنيين، و”الكتف الباردة” من السعودية التي شعرت بها الأردن مؤخرا، وعدم الاستجابة لاحتياجاتها، فضلا عما قيل لها من دور في بعض التطورات الداخلية الأخيرة.

تبدي المحافل السياسية الإسرائيلية أن لقاء الملك عبد الله مع منصور عباس قد يكون مفيدًا للأخير أيضاً، فالقائمة العربية حزب إسلامي معتدل، له العديد من ناخبيه وممثليه المؤثرين في الكنيست من البدو من النقب، الذين تربطهم روابط دم مع القبائل البدوية في جميع أنحاء الأردن، ولعل تكريم الملك الأردني لممثل البدو يعتبر إشارة إيجابية لهم من العرش والسياسة الخارجية الأردنية.

الخلاصة الإسرائيلية من لقاء عباس مع عبد الله الثاني أن الأخير لا ينسى ولا يتخلى عن المسجد الأقصى، والتطلعات الوطنية للفلسطينيين والمواطنين العرب في الداخل الفلسطيني المحتل.

عربي 21