| «شريف بلابيلو» عجلاتي بيأجر الدراجة بـ5 جنيهات وبياخد «الشبشب» رهن

كعادته يوميًا يتوجه إلى محله الصغير بمدينة السنبلاوين، بعد أن ينهي عمله كموجه بوزارة التربية والتعليم، ويبدأ في رص دراجاته أمام المحل، إذ يقضي «شريف»، يومه داخل محله لتأجير «العجل» وتصليحه منذ أن كان في الخامسة من عمره، فهو عاشق لتلك المهنة منذ الصغر؛ لأنها تجعله قريبًا من والده وملازم له طوال الوقت.

شريف السيد، وشهرته «شريف بلابيلو» صاحب مهنة تأجير دراجات هوائية منذ 50 عامًا، التي اختلفت كثيرًا عن السابق، ففي الماضي كانت مهنة محبوبة ومرغوبة من الجميع يتهاتف عليها الأطفال قبل الكبار في استخدامها وتأجيرها للتنزه بها، فلا يخلو العيد من عجل «بلابيلو» وزينتها المميزة للعيد، إذ يقوم بتزينيها في العيد بالورد الكورشيه، ليجعلها مميزة في أعين الأطفال.

رغم بلوغه سن الـ55 عامًا، إلا أنه مازال مستمتعًا بالعمل في تلك المهنة التي لم يستنكرها يومًا، وعرف عنها كل شي متعلق بمقاساتها سواء في الماضي أو في الوقت الحالي مع تطورات التكنولوجيا الحديثة، ففي الماضي كانت المقاسات محدودة للعجل سواء 20 أو 82، وحاليًا تراوحت ما بين 20 و24 و26 و28 باختلاف أشكالها وتطوراتها التكنولوجية.

ذكريات «شريف» مع تأجير العجل

يروي «شريف» لـ«»، حكاياته مع «عجل» الزمن الجميل: «كانوا زمان في العيد يغنوا لأبويا أغنية عندك عجلة يا بلابيلو، ويمشوا في الشوارع يغنوها وهم راكبين العجل من عندنا»، موضحًا أن ضمان تأجير الدراجة يكون عبارة عن كتابة اسم المستأجر وعنوانه مع المدة المحددة للتأجير، ويدفع قيمتها التي تقدر بـ5 جنيهات للربع ساعة.

عقاب تأخير الدراجة، يوضحه: «اللي بيتأخر كان بيتعاقب على طريقة خالتي فرنسا بيتأخذ شبشبه لغاية ما يجيب الفلوس»، يعتقد «شريف» أن حذاء الطفل غال بالنسبة له؛ لذا يضطر للعودة لأخذه واسترجاع المال، ليصبح الأمر أشبه بالترفيه له وللأطفال.

مواقف بريئة للأطفال مع العجلاتي

ذكر«شريف»، مواقفه الكثيرة مع تلك المهن؛ لأنها مهنة قريبة من الأطفال فلا تخلُ من الحكايات المبهجة معهم: «في رمضان طفل جه أخذ عجله واتاخر بيها لغاية قبل الفجر بوقت قليل، فضلنا ندور عليه لغاية ما رجع وملحقناش نتسحر بس ضحكنا علي خوفه وهو جاي يرجع العجلة عشان ياخد شبشبه، وولد تاني أخذ العجلة وفضل يلف بيها كتير، وفي الأخر رجعها متأخر وضيع الجنزير بتاعها، وقال واخدها كده، قعدنا نضحك عليه ازاي العجلة هتمشي أصلًا معه من غير جنزير».

تذكر أيضًا مواقفه مع والده الذي عمل بتلك المهنة منذ عام 1950، ليتوارثها «شريف» حتى بعد التحاقه بالجامعة: «كنت برجع من الجامعة أقلع لبس الأفندية وألبس لبس الشغل، وأساعد أبويا اللي كان يحب يشتغل، وهو بيمسع أم كلثوم ويقول بعلو صوته يا سلام يا ست».