الفلاتر الموجودة في برامج التصوير على الهواتف الذكية ومنصات التواصل الاجتماعي، والتي تغير ملامح الوجه، ليست جديدة، لكنها تتحسن باستمرار وأكثر واقعية، حتى صار من الممكن لأي شخص تحويل نفسه إلى مصاص دماء، أو حتى ملكة جمال بوجه كامل من المكياج، ولكن هل تساءلت يوما: كيف تعمل هذه الفلاتر؟
بدأ هوس استخدام فلاتر مواقع التواصل الاجتماعي في عام 2015، من عند «سناب شات»، وبعدما كانت هذه المنصة هي الوحيدة في السوق التي لديها القدرة على تحسين مقاطع الفيديو والصور الحية، الآن، صارت كل المنصات الاجتماعية تقريبا لديها هذه القدرة، ويمكن للفلاتر الآن تعديل ملامح الوجه بدقة مخيفة، ويمكنها حتى اكتشاف العالم من حول الشخص الذي يلتقط الصور، بحسب موقع «science abc».
تقنية تسمى الواقع المعزز(AR) هي المسؤولة عن كل هذه الميزات الجديدة، ولدى سناب شات وإنستجرام وفيس بوك، نسخهم الخاصة من هذه الفلاتر، لكنها كلها تقريبًا نفس الشئ، وهي مزيج من برامج الكمبيوتر والواقع المعزز، والذكاء الاصطناعي (AI).
ما هو الواقع المعزز؟
الواقع المعزز هو تقنية تسمح بتحسين الصور الواقعية وتعديلها، ويمكن الجمع بين العالم الافتراضي والعالم الحقيقي من خلالها، وهي تقنية متقدمة لها قدرات تمتد إلى ما هو أبعد من فلاتر التصوير.
في شكله الأساسي، يركب الواقع المعزز، الصور على الفيديو المباشر الذي تلتقطه الكاميرا، لتلبية احتياجات الوسائط الاجتماعية، وعادةً ما تخدم كاميرا الهاتف الذكي هذا الغرض.
كيف تعمل الفلاتر؟
أما آلية عمل هذه الفلاتر من خلال الواقع المعزز، فأولاً، يحتاج الكمبيوتر إلى معرفة مكان الوجه، ثم يرسم ملامحه المحددة ويشوه المظهر الباقي، وتعليم أجهزة الكمبيوتر اكتشاف الوجوه وميزات الوجه والتعرف عليها ليس بالأمر السهل.
يحول الكمبيوتر الصورة إلى التدرج الرمادي لتسهيل فهمها، ثم يحلل قيم وحدات البكسل في الصورة ويتعرف على أنماط التباين، ويتم استخدام ما يسمى بإطار عمل الكشف عن كائن «Viola-Jones»، لهذا الغرض.
بعد ذلك تُستخدم نماذج الأشكال النشطة (ASM) للعثور على أشخاص محددين، ووضع علامات على ملامح الوجه، ويتم تدريب نماذج التعلم الآلي باستخدام بيانات سابقة، كما أن الوجه يحتوي على مجموعة من النقاط المحددة لتحديد معالمه، وتشكيل نموذج توزيع النقاط (PDM).
في الأساس، تعليم الكمبيوتر تحديد الوجوه يكون من خلال إعطائه 100 صورة وإخباره بمكان العيون في كل صورة، بعدها يصبح الكمبيوتر قادرًا على تحديد العيون في صورة جديدة، وعندما يُلتقط وجهك باستخدام الكاميرا، يضع الكمبيوتر نقاط الوجه المتوسط حول المكان الذي اكتشف فيه وجهك، ويتم تعديل هذه النقاط وفقًا لمعرفته بكيفية ظهور الوجه المفترض الذي تدرب عليه سابقا، ثم ينشئ شبكة للوجه من هذه النقاط.
أما التعديل، وهو آخر مرحلة، فيبدأ بعد أن تتحرك الشبكة ثلاثية الأبعاد للوجه، ويمكن تشويه هذه الشبكة لإنشاء التعديلات المرغوبة، على سبيل المثال، يمكن جعل الوجه يبدو منتفخًا أو الأنف مدببًا أو العينين أكبر.