يرتبط عمل محمد رمضان، 44 عامًا، بفصول السنة فهو بائع ورود في فصل الصيف ولبان في الشتاء، وأثناء تجوله بدراجته في شوارع الجيزة يهون على نفسه بالغناء، فصوته العذب جعله موضع أنظار الآخرين الذين يتسابقون على التقاط الصور معه، ويدعمونه بمقولة «صوتك حلو كمل متوقفش».
يشتهر «محمد» بلقب «أبو عزيزة» ويعيش في قرية طموه بمحافظة الجيزة، وأرغمته ظروف المعيشة على التخلي عن حقه في التعليم، وترك المدرسة عندما كان في الصف الأول من المرحلة الإعدادية، ليمر باختبارات الحياة التي خلقت منه إنسانًا قويًا لا يعرف سوى الاعتماد على نفسه.
«محمد» بائع فل وياسمين في فصل الصيف
في فصل الصيف يتحدى «محمد» البطالة ببيع الورد والفل والياسمين والريحان والصبار من أصحاب المشاتل، ثم يذهب على دراجته حاملًا الزرع ويتجول به في شوارع الجيزة، ويبيع الأصيص الواحد بـ10 جنيهات: «معنديش محل بلف بالعجلة طول النهار في عز الحر بقالي أكثر من 20 سنة، بس الناس عارفاني والكل بيشتري مني».
يضطر الرجل الأربعيني إلى التخلي عن بيع الورود في فصل الشتاء لتراخي الإقبال عليه نظرًا لسوء الأحوال الجوية، فيذهب إلى الفلاحين لشراء اللبن الرائب ويضعه في «الإربة» المخصصة لعمل الزبدة حتى لا يفسد: «بيع الزرع في الشتاء مش شغال عشان المطر والجو بيبقي مش حلو فمحدش بيشتري، وأنا راجل قاعد في شقة إيجار بـ575 وصاحب بيت وعيال عندي 3 أولاد في الابتدائي والإعدادي مينفعش أقعد وأنا عليا المصاريف دي كلها وربنا بيكرمني وبعمل يومية 90 أو 100 جنيه في اليوم».
«محمد» يغني على دراجته أثناء العمل
يهون «محمد» على نفسه أثناء العمل بالغناء بصوته العذب الذي يلفت انتباه كل من يسمعه، وتعرض للكثير من المواقف الملهمة له: «كنت مرة بغني في الشارع وأنا بشتغل لقيت واحدة طلعت التليفون علطول وبتصورني فيديو، وقالتلي كمل غنيت أغنيتين واحدة أنا مصمم والتانية على كل لون شفتك يدنيا».
يتلقى «محمد» الدعم من كل الناس سواء زبائنه أو أصحابه وأقاربه وأهله فالجميع يشجعه على الإستمرار: «الناس كلها بتقولي صوتك حلو».