| المرض يعيق «محمود» عن توفير قوت يومه: «مليش حد غير شباب القرية»

بملامح رجل ستيني وندبات تغطي وجهه وثياب بالية يقضي «محمود صابر»، الشاب البالغ 31 عامًا من عمره، والمقيم في منطقة أبو المطامير بالبحيرة، ساعات يومه قعيدًا على كرسي صغير لا يستطيع الحركة ويعاني في غرفته الصغيرة الخالية من الأبواب والنوافذ من السمنة والجوع وسوء الأحوال والمعيشية.

محمود يعيش في غرفة من الطوب اللبن 

الشاب الذي كان يكافح من أجل توفير قوت يومه من خلال عمله باليومية في مهن بسيطة ومختلفة، بات يعاني من الجوع المزمن، ويعيش في غرفة بنطاق زراعي نائي في قرية عزبة الوزارة التابعة للبحيرة وحيدًا بعد أن بناها له شباب القرية بالطوب اللبن، وفقًا لمحمود صابر الذي أكد أنه يشعر بإحساس الجوع كثيرًا ولا يستطيع الحركة.

أعيش في الغرفة وحيدًا 

يصف محمود وهو منهمر في دموعه، أوضاعه المعيشية بالصعبة، ويؤكد لـ «» أنه حرم نفسه من الزواج حتى يوفر لشقيقاته طعامهن وشرابهن، وواصل الليل بالنهار حتى يعيش مطمئنًا عليهن وبعد زواجهن أصبح وحيدًا في غرفة بلا مال ولا ولد: «عشت عشان أصرف على اخواتي البنات لحد ما اتجوزوا واتستروا». 

 

السمنة أعاقت محمود عن العمل 

مرض السمنة أعاق الرجل الثلاثيني تمامًا عن الحركة، إذ وصل وزنه إلى 180 كيلوجراما، ونتج عن سمنته المفرطة إصابته بالسكري وضغط الدم وضمور القدمين فتوقف عن العمل: «موضوع السمنة هو اللي عطلني، بعض أهالي القرية عارفين ظروفي وبيجيبولي أكل لكن أنا بتداين من الكشك اللي جنبي ساعات بجوع وبشتري منه بسكويت وعصير». 

شباب القرية ونسي الوحيد

ويلفت محمود إلى أن بعض شباب القرية يعلمون أنه يعيش وحيدًا ويمرون عليه من حين إلى آخر عند ذهابهم إلى أحد ملاعب كرة القدم على قرابة كيلو متر من غرفته: «في شباب ابن حلال بيعدوا عليا وهما رايحين ملعب الكورة وبيقعدوا معايا مليش ونس غيرهم وعايش على حسهم». 

الشاب: نفسي أتخلص من السمنة وأرجع شغلي

«ظروفي المعيشية أصبحت تسوء يومًا بعد يوم كل ما أريده هو العودة إلى عملي وأحتاج إلى مساعدة طبية حتى لا تزداد معيشتي سوءا، نفسي أتخلص من السمنة وأرجع أعيش حياتي وأسكن في مكان أفضل وأوفر لقمتي»، بحسب الشاب الثلاثيني، الذي لخص شكواه وهمومه في هذه الكلمات.