| عربة فول تفاجئ أهالي دمياط بعرض مغرٍ: خد اللي عايزه والحساب وصل

«يا حلو صبَّح يا حلو طل»، عادة ما يبدأ يوم المواطن المصري على عربة فول يقف أمامها كل صباح للفطار قبل التوجه إلى العمل، ولكن ماذا لو أكلت مرة على عربة فول، وعند توجهك لدفع الحساب تجد صاحبها يقول لك الحساب وصل.

هنا في مركز كفر سعد بمحافظة دمياط، افترش علي الصعيدي، صاحب الـ35 عامًا، عربته في وسط الشارع ليبدأ في إعداد الفول وتجهيز الخضار، ورص أطباق المخلل، لتصبح جاهزة، لكن المفاجأة التي كانت في انتظار زبائنه بعد انتهائهم من الأكل هي رفضه الحصول على أي طعام لأنه ليس بائع الفول بل يفعل ذلك لوجه الله: «الحساب وصل يا فندم مفيش حساب يا باشا».

يروي «الصعيدي» لـ«» قصة عربة الفول التي افتتحها ليوم واحد: «قررت أني أعمل حاجة لله، ففكرت أجيب التروسيكل بتاعي وأحط عليه الأدوات الخاصة بالفول اللي معظمها كان عندي؛ لأني في الأصل ببيع كبدة فخدتها وبدأت أحطها، وعملت فول لأول مرة في حياتي بس الريحة كانت جميله وجذبت الكل، يومها كنت مقرر أني أعمل 500 ساندوتش فول لله، لكن اتفاجئت بالإقبال الكبير خاصة بعد ما الناس عرفت أن الطعام مجاني».

سعى «الصعيدي» لمساعدة الأغلبية في تناول طعامهم، ليستطيعوا الذهاب لعملهم بنشاط وبدون تكاليف حتى وإن كانت تكلفة ساندوتش الفول في الطبيعي غير مكلفة للغاية، إذ تتراوح بين 3 و3.5 جنيه لكنه مكلف لدى البعض، خاصة الفقراء، لذا قرر أن يزيد الكميات كل يوم عن السابق وبالفعل سعى الأغلبية لمساعدته: «اتفاجئت ببياعة الخضار اللي جانبي غسلت إيدها ووقفت تساعدني وتقطع عليا الخضار».

مساعدات بالكميات وليس بالأموال

«رفضت أي حد يساعدني بفلوس، وبلغت الكل اللي عايز يساعد يجيب طلبات الفول، فلوس لا»، هكذا أوضح «علي» رد فعله عمن عرض المال لمساعدته في زيادة الكميات مجانًا، موضحًا تخوف الناس في البداية بعد سماع كلمه مجانًا، ظنًا منهم أنها الكاميرا الخفية أو أن الأمر به شيء مريب، لكن إجابة بسيطة منه تطمئنهم خاصة بعد عرضه للساندويشات بكميات مرددًا: «خد اللي أنت عايزه ببلاش».

أجر الفول من عند الله

«أنا قبضت الثمن من ربنا، كفاية أنه قدرني أعمل الفول بالحلاوة دي مع أنها كانت أول مرة في حياتي أعمله، واتفاجئت بتعليقات الناس على طعمه»، هكذا علق «علي» الأجر الذي حصل عليه مقابل العمل، مؤكدًا أنه بدأ الأمر منذ أسبوع لكن كل يوم يزاد فيه عدد الكميات من خلال المساعدات.