| «إسماعيل» بعد 40 سنة خدمة: معاشى 2300 جنيه

بمزيج من الألم والحسرة يروى إسماعيل إبراهيم حسين، القاطن بقرية طوخ الجبل بمحافظة المنيا، والبالغ من العمر 73 عاماً، تفاصيل معاناته وهو فى هذه السن المتقدمة حيث يواجه ظروفاً معيشية قاسية رغم قضائه 40 عاماً فى العمل بالحكومة، وقبلها سنوات طويلة فى الخدمة العسكرية التى توِّجت بمشاركته فى انتصار أكتوبر 1973، الحرب التى يقول عنها: «كنت أتمنى أموت شهيد، وكل ما تيجى الذكرى دى كنت بزعل وبفرح، بفرح عشان كان ليّا شرف إنى شاركت فيها، وبفضل أحكيها لأولادى وأحفادى، وبزعل إنى ما كُنتش ضمن الشهدا اللى ربنا اختارهم يموتوا وهمّا بيدافعوا عن الأرض دى».

ويروى الرجل السبعينى معاناته قائلاً: «أنا خرجت من الخدمة العسكرية فى يونيو 73، اشتغلت عامل فى جامعة المنيا لمدة 40 سنة، وبعد ما طلعت معاش بقيت أقبض 2300 جنيه فى الشهر، ما كانوش بيكفوا بيتى، لأنى كنت بصرف كل اللى ورايا واللى قدامى على علاج زوجتى الأولى أم أولادى، كان عندها فشل كلوى وبتحتاج غسيل وعلاج، وبعت كل شىء عندى عشان أعالجها لحد ما اتوفيت، ودلوقتى عايش أنا وزوجتى التانية لوحدنا وهى ما بتخلفش وبردوالمعاش مش بيكفينا مصاريف أكل وعلاج والدنيا ضاقت بينا أوى».

تولى «إسماعيل» مسئولية أبنائه الستة من زوجته الأولى، من بينهم 3 رجال، كلهم تزوجوا الآن، أحدهم يعمل حارساً لإحدى البنايات، وآخر يمتهن صنعة ما، إلى جانب تزويجه لثلاث فتيات، فأصبح يعيش وحده مع زوجته الثانية التى اهتمت بإعالة حفيده، وعن ذلك يقول: «أنا ليا 3 رجالة «ياسر ومؤمن ومنتصر»، ابنى مؤمن مخلّف عيل اسمه أدهم، أمه خلّفته ورمته، مراتى التانية عشان ما كانتش بتخلف كان نفسها تحس بالأمومة فأخدت الواد ربته، ومتربّى وسطينا لحد ما بقى عنده 6 سنين، وماليش أى دخل غير المعاش ده، ومش عارفين ندخله المدرسة».