دعاء السفر 2022 –

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصًا على ترديد دعاء السفر، كما ترك لنا العديد من الوصايا التي من المستحب
أن يلتزم بها المسافر، لذا قررنا أن نخصص هذا المقال لنوضح لكم دعاء السفر 2022 ووصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم
للمسافر.

دعاء السفر 2022

  • روى  مسلم في صحيحه عن ابْنَ عُمَرَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم،
    كَانَ إِذَا اسْتَوَىَ عَلَىَ بَعِيرِهِ خَارِجاً إِلَىَ سَفَرٍ، كَبّرَ ثَلاَثاً، ثُمّ قَالَ: سُبْحَانَ الّذِي سَخّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنّا لَهُ مُقْرِنِينَ
    وَإِنّا إِلَىَ رَبّنَا لَمُنْقَلِبُونَ،
    اللّهُمّ إِنّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرّ وَالتّقْوَىَ، وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَىَ،
    اللّهُمّ هَوّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا. وَاطْوِ عَنّا بُعْدَهُ، اللّهُمّ أَنْتَ الصّاحِبُ فِي السّفَرِ. وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ،
    اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ، وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ، فِي الْمَالِ وَالأَهْلِ”.
  • وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنّ. وَزَادَ فِيهِنّ: “آيِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، لِرَبّنَا حَامِدُونَ”.
  • وقد أوضح لنا أهل العلم تفسير هذا الحديث وهو كالآتي:
  • ((أنت الصاحب)) أي: الملازم، أراد بذلك مصاحبة الله تعالى إياه بالعناية والحفظ؛ وذلك أن الإنسان أكثر ما يبغي الصحبة في السفر؛ يبغيها للاستئناس بذلك، والاستظهار به، والدفاع لما ينوبه من النوائب، فنبه بهذا القول على أحسن الاعتماد عليه، وكمال الاكتفاء به عن كل صاحب سواه.
  • ((والخليفة)) أي: الذي ينوب عن المستخلف فيما يستخلفه فيه؛ والمعنى: أنت الذي أرجوه، وأعتمد عليه في غيبتي عن أهلي، أن تلم شعثهم، وتداوي سقمهم، وتحفظ عليهم دينهم وأمانتهم.
  • ((من وعثاء السفر)) أي: مشقته، أخذ من الوعث؛ وهو المكان السهل، الكثير الدهس، الذي يتعب الماشي، ويشق عليه.
  • ((وكآبة المنظر)) الكابة والكآبة والكأب: سوء الهيئة، والانكسار من الحزن؛ والمراد منه: الاستعاذة من كل منظر يعقب الكآبة.
  • ((وسوء المنقلب)) وهو الانقلاب بما يسوءه، بأن ينقلب في سفره بأمر يكتب منه مما أصابه في سفره، أو مما قدم عليه في نفسه وذويه وماله وما يصطفيه، والمنقلب هو المرجع.
  • ((وإذا رجع)) أي: من السفر.
  • ((قالهن)) أي: قال هذه الكلمات، ((وزاد فيهن: آيبون)) أي: راجعون بالخير، من آب إذا رجع؛ أي: نحن آيبون، و((تائبون)) من الذنب، و((عابدون)) أي: مخلصون ((لربنا)) وله ((حامدون)) على ما أنعم به علينا.

دعاء السفر كامل مكتوب

  • ورد في حديث صحيح عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-:
    «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ،
    اللهم إنا نسألُكَ في سفرنا هذا البرَّ والتقوى، ومن العمل ما ترضى،
    اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل،
    اللهم إني أعوذ بك من وعْثاءِ السفر، وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل»
    وإذا رجع قالهن وزاد فيهن «آيبون، تائبون، عابدون، لربنا حامدون» (رواه مسلم).
  • كما ورد أيضًا عن ابن عمرو رَضي اللَّه عنهمَا قال: كانَ رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم إذا سَافَرَ فَأَقبَلَ اللَّيْلُ
    قال: يَا أَرْضُ ربِّي وَربُّكِ اللَّه، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شرِّكِ وشَرِّ ما فِيكِ، وشر ماخُلقَ فيكِ، وشَرِّ ما يدِبُّ عليكِ،
    وأَعوذ باللَّهِ مِنْ شَرِّ أَسدٍ وَأَسْودٍ، ومِنَ الحيَّةِ والعقربِ، وَمِنْ سَاكِنِ البلَدِ، ومِنْ والِدٍ وما وَلَد» رواه أبو داود.
  • ومن الأمور التي أوصانا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر ما ورد عن أَبي هُريرةَ رضي اللَّهُ عنهُ
    أَنَّ رجلًا قال: يا رسول اللَّه، إني أُرِيدُ أَن أُسافِر فَأَوْصِنِي، قال: «عَلَيْكَ بِتقوى اللَّهِ، وَالتَّكبير عَلى كلِّ شَرفٍ
    فَلَمَّا ولَّي الرجُلُ قال: «اللَّهمَّ اطْوِ لهُ البُعْدَ، وَهَوِّنْ عَليهِ السَّفر» رواه الترمذي.
  • كما يستحب أيضًا أن يدعوا المسافر في في طريق السفر بكل ما يتمناه من أمور الدنيا والآخرة،
    طالما كانت دون ما حرم الله، فدعاء المسافر مستجاب، ونستدل على ذلك بما قال ابن رجب الحنبلي
    في جامع العلوم والحكم عند شرحه لقوله صلى الله عليه وسلم «ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ،
    يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ،
    فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟”، قال: “هَذَا الْكَلَامُ أَشَارَ فِيهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى آدَابِ الدُّعَاءِ،
    وَإِلَى الْأَسْبَابِ الَّتِي تَقْتَضِي إِجَابَتَهُ، وَإِلَى مَا يَمْنَعُ مِنْ إِجَابَتِهِ، فَذَكَرَ مِنَ الْأَسْبَابِ الَّتِي تَقْتَضِي إِجَابَةَ الدُّعَاءِ أَرْبَعَةً: أَحَدُهَا: إِطَالَةُ السَّفَرِ، وَالسَّفَرُ بِمُجَرَّدِهِ يَقْتَضِي إِجَابَةَ الدُّعَاءِ، كَمَا فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٍ لَا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ» خَرَّجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ وَالتِّرْمِذِيُّ.

دعاء السفر للحبيب

  • أوضح أهل العلم أنه لا مانع من ترديد أهل وأحباب المسافر لبعض الأدعية بغرض حفظ وتيسير أمر المسافر،
    بشرط ألا تحتوي تلك الأدعية عما يخالف شرع الله من شرك بالله أو الاستعانة بغير المولى عز وجل.
  • ومن تلك الأدعية الآتي:
  • اللهم اجعله من صالح عبادك وحفظة كتابك ومن أحسن الناس دينا وعبادة وأخلاقاً ومن أسعدهم حياة وأغردهم عيشة، اللهم اغنه بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك.
  • اللهم إنّه غائب عن عيني، ولكنه لا يغيب عن عينك، ربِّ احفظه بعينك التي لا تنام، واكتب له كل ما فيه خير، ربِّ جنّبه شر ما عَلم وما لم يعلم، ربِّ لا تذره فرداً غريباً، ويسّر له من يخافون الله فيه، ربِّ أغنه بحلالك عن حرامك وبرحمتك عمَّن سواك” وسوف يحفظه الله ويرده سالمًا بإرادته.
  •  استودعتك يا الله حبيبي فاحفظه بحفظك، واجعل له توفيقًا وتيسيرًا وتسهيلًا يلازم دربه يوصله بسلامة.
  • اللهم إن لي شخصاً غالياً مسافراً استودعتك إياه وأنت الكريم الذي لا تضيع ودائعه، اللهم احفظه بعينك التي لا تنام.
  • يا أرحم الراحمين لي مسافرًا لا أرى حياتي من بعده فحفظه لي بعينك التي لاتنام، اللهم إني أستودعتك إياه فجعله في ودائعك التي لاتضيع.
  • اللهم أحفظه من الأسقام والأمراض، اللهم لا تجعل ابتلائي فيه، اللهم أجره من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
  • اللهم سهل عليه السفر و تقبل منه العمل وارجعه سالما معافي.
دعاء الرجوع من السفر
  • كانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم إذا قَفَل مِنَ الحجِّ أَو العُمْرَةِ كُلَّما أَوْفى عَلى ثَنِيَّةٍ أَوْ فَدْفَد كَبَّر ثَلاثًا،
    ثُمَّ قال: «لا إله إلاَّ اللَّه وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْك ولَهُ الحمْدُ، وَهُو على كلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ.
    آيِبُونَ تَائِبُونَ عابِدُونَ ساجِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ. صدقَ اللَّه وَعْدهُ، وَنَصر عبْده ، وَهَزَمَ الأَحزَابَ وحْدَه » متفقٌ عليه.
  • وعن أَنسٍ رَضي اللَّهُ عنهُ قال: أَقْبَلْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، حَتَّى إذا كُنَّا بِظَهْرِ المَدِينَةِ قال:
    « آيِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ» فلمْ يزلْ يقولُ ذلك حتَّى قَدِمْنَا المدينةَ» رواه مسلم.
  • كما أوضح لنا أهل العلم أن من السنة أن يقوم المسافر عند عودته بالتكبير على كل شرف
    ثلاث تكبيرات ثم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير،
    آيبون، تائبون، عابدون، لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا اليوم، ونسأل الله أن يرزقكم التيسير والسلامة في كل سفر.