واستمرت فاجعة القارة الأوروبية في التفاقم أمس؛ فقد سجلت ألمانيا (الثلاثاء) 32.048 إصابة جديدة، و256 وفاة إضافية. ويمثل عدد حالات الثلاثاء ارتفاعاً عن اليوم المقابل من الأسبوع الماضي نسبته 47%. وذكر عدد من قادة الأحزاب التي تسعى لتكوين الحكومة الائتلافية المقبلة أنهم يعتزمون فرض إجراءات مقيدة بحق 14 مليوناً غير مطعّمين بلقاحات كوفيد19؛ أسوةً بما فعلته جارتها النمسا بحق مليونين من مواطنيها يرفضون الخضوع للتطعيم. وهو ما وصفته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أمس بـ«إغلاق الأبارتهيد»، في إشارة إلى حقبة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. وتقول الحكومة الألمانية، إنها تخوض معركة مريرة ضد موجة رابعة من هجمة الفايروس. وقال مسؤولو الائتلاف الذي سيصبح حاكماً إنهم سيطلبون من الموظفين ممارسة عملهم من منازلهم. وشوهدت سيارات الشرطة في النمسا أمس وهي تتفقد شهادات التحصين الخاصة بسائقي السيارات وركابها لضمان منع غير المحصّنين من مغادرة بيوتهم. وأعلنت بلدية ميونيخ (الثلاثاء)، أنها مضطرة بسبب الهجمة الوبائية إلى إلغاء سوق عيد الميلاد، الذي يتقصّده سنوياً أكثر من ثلاثة ملايين متبضع. وقال عمدة ميونيخ إنه متألم من الصدمة التي يشعر بها مستأجرو «بسطات» سوق الميلاد. لكنه برر القرار بأنه سيكون نوعاً من عدم المسؤولية السماح بإقامة هذه المناسبة. وكانت سوق عيد الميلاد في ميونيخ ألغيت خلال 2020 للسبب نفسه. وتقع ميونيخ وسط مقاطعة بافاريا جنوب ألمانيا. وهي منطقة تعاني أكثر من غيرها من مقاطعات البلاد من نازلة كورونا؛ إذ إن معدل الإصابة فيها وصل أمس (الثلاثاء)، إلى 554.2 من كل 100 ألف نسمة، بحسب معهد روبرت كوخ. وتقيم ألمانيا عادة نحو 2500 سوق خلال موسم أعياد الميلاد، تستقطب نحو 160 مليون زائر ألماني وأجنبي، وتضخ حوالى 3.65.9 مليار دولار كل موسم. ويقول منظمو بعض تلك الأسواق إنهم ماضون قدماً في إقامتها. لكنهم سيستبعدون غير المطعّمين من ارتيادها. وفي نيويورك؛ قالت بلدية المدينة إنها ستفتح ساحة التايمز هذا العام للبالغين المطعّمين، للاحتفال برأس السنة 2022. وقال عمدتها بيل دي بلاسيو: نريد أن نقول للعالم إننا قد عدنا. وأضاف أن أي طفل ليس في سن التطعيم يجب أن يكون مرافقه بالغاً محصّنا بلقاحات كوفيد19. بيد أن حاكمة ولاية نيويورك كاثي هوشال حذرت من أنها قد تضطر الى فرض مزيد من التدابير الوقائية، بسبب الارتفاع في عدد الحالات الجديدة. وقالت إن على السكان تفادي الحشود في الأماكن المغلقة. وحذرت من أنها ستفرض قيوداً مشددة إذا تردى الوضع الصحي. وأضافت أن خمس مناطق في الولاية ارتفع معدل الإصابة فيها إلى 50 شخصاً من كل 100 ألف شخص. وزادت أن تلك المناطق لم تكن تزيد على منطقة واحدة قبل أسبوع فحسب.
وفي باريس، أكد المتحدث باسم الحكومة الفرنسية غابرييل أتال، في مقابلة مع راديو فرانس أنتر أمس، أن البلاد في حال تأهب، حذراً من الارتفاع الملموس في عدد الحالات الجديدة. لكنه استبعد أي احتمال لفرض الإغلاق. وبرر ذلك بالقول إن الوضع الصحي في فرنسا أفضل منه في بلدان جوارها. وأضاف أن تطبيق فرنسا لنظام شهادة التحصين منذ وقت مبكر سيجعلها قادرة على مغالبة الأزمة الصحية خلال الشتاء. أما في أيرلندا؛ فقد أعلنت الحكومة في دبلن أن المطاعم والحانات يجب أن تغلق أبوابها بحلول منتصف الليل. وأضافت أن دخول دور السينما والمسارح يتعين أن يتم بإبراز شهادة تحصين. وقال رئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتن أمس، إن على جميع الموظفين مزاولة أشغالهم من منازلهم، اعتباراً من اليوم (الخميس). وأوضح مارتن، في كلمة متلفزة، أنه لا توجد منظومة صحية في العالم قادرة على تحمل الضغوط الوبائية الراهنة. وزاد أن أي شخص من أسرة أصيب أحد أفرادها يجب أن يعزل نفسه لمدة خمسة أيام، وأن يخضع للفحص بعد ذلك. وتشهد الجمهورية الأيرلندية هذا التفاقم في أزمتها الصحية على رغم أنها تعد من ضمن الدول الأكثر تحصينا لشعبها بلقاحات كورونا؛ إذ إن نحو 89% من الأيرلنديين من سن 12 عاماً فما جاوزها حصلوا على اللقاح. وأعلنت وزارة الصحة في دبلن أمس، أنها سجلت الثلاثاء 4407 إصابات جديدة. وقالت إنه العدد الأكبر منذ ذروة الهجمة الفايروسية في يناير الماضي.