01:22 م
الجمعة 19 نوفمبر 2021
كتب ـ رمضان يونس:
كل ليلة؛ ينظر “محمود.م”، بتمعن إلى صورة ابنه “مصطفى”، المعلقة على جدران غرفته، يتذكر دائما أخر كلمات فلذة كبده، الذي راح ضحية غدر على يد خمسة أشخاص أثناء معاتبتهم لتحرشهم بشقيقتيه “سارة وهاجر”، ونجله عمه، لحظه خروجهن من حفل زفاف صديقتهن بقرية ترسا بأبو النمرس جنوبي الجيزة.
مساء الجمعة قبل الماضي، جلس الخمسيني يحاكي جيرانه أمام منزله العالي، بعدما أدي فريضة العشاء، ما أن قطع أحد المارة حديثه الرجل مع جيران، ليخبره أن نجله مصطفى أصيب في وجهه إثر مشاحنة مع أحد شبان القرية وآخرين: “لقيت ابني مضروب ومرمي على الأرض، وغرقان في دمه”.
هرول الأب في خطوات محاولا انقاذ ابنه من الموت المحقق:”جريت على مستوصف طبي لكن رفضوا يستقبلوه.. وجاءتني كلمات هامسة من خلفي من أحد الأطباء العاملين بالمستوصف: اطلع بيه على القصر”.
أمام طرُقة متسعة تحمل اسم غرف الطوارئ والاستقبال بمستشفى قصر العيني ـ الفرنساوي ـ ظل “محمود”، وأسرته ينتظرون خروج طبيب الجراحة ليُطيب قلوبهم على حالة ابنهم الصحية: “الدكتور طلب مني أعمله فحوصات طبية وأشعة علشان يشخص حالته”.
منتصف الليل خرج الأب حاملا نجله “مصطفى” ليُجري له فحصا كاملا حسب ما طلبه طبيب الجراحة بإحدى مراكز الأشعة ولكنها لم تكن سوى دقائق معدودة ليعود الأب حاملا نجله على ترولي بعدما أجرى له كافة الفحوصات الطبية والأشعة المطلوبة؛ ليخبره الطبيب أن نجله تعرض لضربة في الوجه أحدثت له ارتجاج في المخ ونزيف داخلي:” مكنتش مصدق اللي قالهولي كنت فاكر إني هروح بابني بعد ما يخيط التشوهات اللي في وشه دي”. حسب ما وصف الأب ل.
12 ساعة استغرقها محمود في نقل جسد ابنه الكبير على آسره المستشفيات، لكن فشلت مساعي الأطباء في إيقاف نزيف الدم المتواصل :”قعدت اتنقل بيه من بليل لحد الصبح ومفيش مستشفى راضية تقبل حالته”؛ قبل ظهيرة اليوم التالي قرر محمود أن ينقل ابنه من مستشفى الجامعة الطبية بمنيل الروض إلى إحدى المستشفيات الخاصة بعدما نصحه أحد أطباء المستشفى :”ابني مات مني في عربية الإسعاف قبل ما أوصل بيه مستشفى خاصة بالوراق”.
الفاجعة كانت قبل ذلك بثماني ليالي.. حيث اصطحب مصطفى صديقه في جوف الليل لزيارة قبر أمه في مدافن العائلة القريب :”ابني راح زار قبر أمه في ذكري عيد ميلادها”، لم يكمل بضعة أيام حتى دُفن في نفس المقابر بعدما قتله أحد الشاب أثناء دفاعه عن شقيقتيه من التحرش:” كان قايل لصحابه أنا نفسي أعيش في جو هادي زي المقابر” .. على حسب وصف والد الضحية في حديثه عبر لايف ل.
بدموع لا تفارق عيناه كان محمود يستقبل المُعزيين يردد كلمات:” سندي وضهري اتقتل غدر .. كان لسه جاي من الشغل وأنا اللي قلتله روح هات إخواتك من فرح صحبتهم، ومستحملش إنه يشوف واحد بيعاكس إخواته ولما رجع يعاتبهم غدر بيه هو واصحابه قدام الناس كده”.
لم يدر مصطفى صاحب الـ 22 ربيعا أنه لم يكمل عامه الأخير وسط زملائه بمعهد التكنولوجيا والمعلومات:” كان شغال محاسب في شركة وبيساعدني في جهاز أخته علشان أول السنة اللي جايه هتتجوز”.
يُكمل الأب المكلوم حديثه أن نجله شق طريقه منذ أن التحق بالمعهد:” كان بيقولي يا أبويا أنا عامل جمعية وعايز أجهز الشقة بتاعتي ومعايا 15 ألف جنيه محوشهم من الشغل”.
قبل الفاجعة بثماني ليالي اصطحب مصطفى صديقه في جوف الليل لزيارة قبر أمه في مدافن العائلة القريب :”ابني راح زار قبر أمه في ذكري عيد ميلادها”، ولم يكمل بضعة أيام حتى دُفن في نفس المقابر بعدما قتله أحد الشاب أثناء دفاعه عن شقيقتيه من التحرش:” كان قايل لصحابه أنا نفسي أعيش في جو هادي زي المقابر” .. على حسب وصف والد الضحية في حديثه عبر لايف ل.