من يعرف حقيقة أن الفكر الصهيوني -التوراتي-التلمودي يشرعن حرق الشجر وكل ما هو اخضر ويعتبره نوعاً من العبادة والتقرب إلى الله ويجيز إستخدام هذا الاسلوب في مواجهة الاعداء كما حصل في فلسطين المحتلة وسوريا لا يستطيع أن يستبعد فرضية أن إسرائيل قد تكون هي التي تقف وراء حرائق الغابات التي إلتهمت ودمرت في الايام القليلة الماضية مساحات واسعة من غابات جنوب لبنان واراضيه الخضراء.
فهناك مصلحة لإسرائيل بتجريد تلك المنطقة من الغابات والمسطحات الخضراء ظناً منها بأن ذلك سيمكنها من كشف انفاق ومنصات صواريخ و مصانع اسلحة تابعة لحزب الله من جهة وسيصعب على عناصر الحزب التنقل والحركة والزحف بإتجاه الجليل في اية مواجهات او حروب قادمة مع اسرائيل من جهة اخرى.
فحكام إسرائيل ومعهم إدارة بايدن الأمريكية وعملائهما في المنطقة من نظم العربان يتمنوا أن يستيقظوا من النوم ويروا شرق اوسط جديد خالي من كل قوى محور المقاومة وفي مقدمها حزب الله الذي يعتبرونه الخطر الوجودي الاكبر عليهم.
ولكن ما يمنعهم من شن حرب لتحقيق هذا الهدف ليس حرصهم على الأمن والسلم الإقليمي والدولي بل إدراكهم بانهم لن يستطيعوا الإنتصار في تلك الحرب التي ستكون مدمرة لإسرائيل في المقام الأول.
بكلمات اخرى فإن ما يمنع محور الاعداء من شن حرب كبرى على محور المقاومة في المنطقة ليس نبل او كرم اخلاق المحور المعادي،فهو مجرد منها، بل قوة محور المقاومة وترسانة الصواريخ الضخمة، الدقيقة وغير الدقيقة التي يمتلكها. وبإختصار فإن توازن القوى والرعب الموجود بين المحورين هو الذي يمنع على المدى المنظور والمتوسط نشوب حرب اقليمية كبرى.
ومع ذلك فإن هناك حقيقة مؤلمة لا بد من ذكرها وهي أن تردد محور المقاومة في التصدي للإعتداءات الجوية والصاروخية التي تشنها إسرائيل على سوريا وعدم ردعها هناك قد فتح شهيتها للقيام بعمليات امنية تخريبية في ايران وهو الذي يفتح شهيتها ايضاً للقيام بعمليات تخريبية ضد بقية اطراف محور المقاومة قد تكون حرائق الغابات المفتعلة في جنوب لبنان وقبلها تفجير مرفأ بيروت إحدى تمظهراتها.
كاتب فلسطيني