| «الخواجة» طبيب غلابة في طنطا: الكشف بـ20 جنيها ومجانا لغير القادرين

كعادته كل يوم يذهب إلى عيادته في طنطا بمحافظة الغربية، ليباشر عمله كطبيب جراحة عامة، لم يتغيَّر الحال منذ ما يزيد عن 30 عامًا، حيث يمارس مهامه وأهمها الكشف بالمجان على المرضى غير القادرين، في أوقات معينة من اليوم طوال الأسبوع، بدأ هذا منذ حوالي 30 عاما عندما كان كشفه لا يزيد عن 5 جنيهات، وكان يجد من بين مرضاه من لا يقدر على دفعها.

بداية كشفه بالمجان

أمير الخواجة، أخصائي الجراحة العامة بطنطا، بدأ عمله في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، إذ افتتح عيادته في عام 1987، بعد أن تعلم في التأمين الصحي بطنطا، واستفاد كثيرًا من العمل في هذا المكان، فقرر أن يخصص يوم الجمعة من كل أسبوع للكشف المجاني بعيادته على المرضى غير القادرين، لكنه أعاد تنظيم الوقت ليجعل الكشف بالمجان متاحا كل يوم بمواعيد معينة، تتخللها فترة كشف لا تزيد عن 20 جنيها.

أوقات الكشف بالمجان

روى «الخواجة»، صاحب الـ60 عامًا، لـ«»، بداية اتجاهه إلى هذا العمل الخيري بقوله: «بدأت بتنظيم وقتي خليت الكشف المجاني كل يوم من الساعة 12 لـ1، وبعد كده ييجي وقت الكشف العادي اللي بـ20 جنيه، وبعدها على الساعة 6 لغاية 7 مساء، كشف بالمجان عشان الكل يلحق يكشف، خاصة أنه بيقابلني حوالي 300 كشف في اليوم»، مؤكدًا أنه قرر القيام بهذا العمل بسبب الأسعار المرتفعة للكشف وقتها، ما دفعه لعمل الكشف بالمجان.

تغيير فكر المرضى عن الكشف

حاول «الخواجة» تبسيط فكرة الكشف وجعلها خطوة سهلة لأن الكثير من المرضى يؤجلونها خوفا من اكتشاف إصابتهم بمرض ما فتزداد حالتهم سوءا: «الناس عندها اعتقاد أنها لو عرفت أنها مريضة هتمرض أكتر، إلى جانب الفيزيتا العالية ممكن تخلي ناس كتير تتراجع عن الكشف، وده ممكن يعرض حياتهم للخطر، عشان كده بسطت مفهوم الكشف عند المرضى».

تعلم طبيب الجراحة الكثير من المرضى واكتسب خبرة لا تحصى خلال سنوات عمله بالتأمين الصحي، فهو عالج المريض مجانا لكنه في الوقت نفسه تعلم واكتسب خبرة من الكشف عليه، معبرًا عن تقدير المرضى لفكرته وفرحتهم بها مقبلين عليها بشدة.

«عملت العمل ده كرد جميل لعوامل اجتماعية ساعدتني زمان»، قالها «الخواجة» في نهاية حديثه لـ«»، متحدثًا عن خبرته التي اكتسبها من العمل الخيري سواء في تعلمه عن أنواع مختلفه من المرض ومسبباته.

ويذكر أن طبيب الغلابة الأشهر في طنطا، كان الدكتور محمد مشالي، الذي فارق الحياة في شهر يوليو لعام 2020، إثر إصابته بهبوط مفاجئ في الدورة الدموية.