عرضت قناة الميادين مساء الأحد، فيلماً وثائقياً تحت عنوان “بتوقيت التاسعة” تحدث عن القائد في “سرايا القدس” الشهيد بهاء أبو العطا، وعن تاريخه النضالي في حركة الجهاد الإسلامي.
وجاء عرض الفيلم، في الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد قائد “سرايا القدس” الشهيد بهاء أبو العطا، حيث سيتم عرض الجزء الأول.
وأكد قائد سرايا القدس ومسؤول الدائرة العسكرية في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الحاج أكرم العجوري “أبو محمد”، خلال حديثه في وثائقي البهاء، أن مركزية القضية الفلسطينية شكلت بوصلةَ الحركة وسراياها في توجهها الجهادي باتجاه فلسطين، ولم تنحرف عن هذا الاتجاه.
وشدد على أنه لا خيار أمامنا لاسترجاع حقوقنا من هذا المحتل الخارج عن كل القوانين والأعراف الإنسانية والدولية، سوى خيار المقاومة المسلحة، الذي يجب أن يستمر ويتصدر كل الخيارات، ويكون على رأس الأولويات، وأن المقاومة بمفاعيلها ستُشكل الباعث والطاقة المتدفقة في التمسك والحفاظ على استمرار القضية المركزية في عقول وقلوب أبناء الأمة.
وقال العجوري :”حجم الضغوطات والاعتداءات التي مارسها العدو على أبناء شعبنا أثناء مسيرات العودة، كانت كبيرةً جداً. نحن نتحدث عن عشرات الجرحى وعدد من الشهداء أسبوعياً، وهذا شيء لا يُستهان به. من هنا كان التعامل يتطلبُ منا كقادة أن نستوعب دوافع مجاهدينا للانتقام”.
وأضاف:”كنا نحتكمُ في ردنا على عدوان الاحتلال إلى شعبنا؛ كونه الأكثر والأقدر على تحسس المعاناة والألم، والأقدر على تمييز من الأكثر قُرباً له ولمعاناته، لذلك لم يكن مُستغرباً أن نرى الجماهير تخرج إلى الشوارع مطالبةً قادة “الجهاد” و”السرايا” بالرد على اعتداءات العدو. .
وتابع: “خلال ردود سرايا القدس على جرائم العدو الصهيوني بدأت تظهر الاجتهادات في غزة، بالذات عند أطراف المقاومة وبدأت توجه بعض الأطراف الاتهام للجهاد الإسلامي وسرايا القدس بأنها غير حريصة على ظروف الناس الصعبة وانها خارجة عن الصف الوطني الفلسطيني بسلوكها المقاوم، لكننا نختلف مع هذا الاعتقاد تماماً، وردنا على الإخوة ولمن يروجون هذا الحديث أن لكل شيء مآلاته ومردوده ونحن نحتكم في مثل هذه الحالة لشعبنا لأنه هو الأكثر والأقدر على تحسس المعاناه وتحسس الألم وهو الأقدر على التمييز من أكثر قرباً له ولمعاناته “عشان هيك ما كان مستغرب أنه نشوف أعداد كبيرة من الجماهير تزحف وتخرج إلى الشوارع وتطالب قادة الجهاد والسرايا الرد على جرائم العدو” .
وفي التفاصيل، احتوي الفيلم على شهادات لمحللين سياسيين وعسكريين بالمسيرة المقاومة للشهيد أبو العطا، الذي ثبت معادلة الدم بالدم ورسم معادلات جديدة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
إضافة إلى مشاهد قنص لجنود الاحتلال الإسرائيلي وهجمات بعدة مخططات وقصف واستهداف مناطق محتلة (سديروت، أسدود وعسقلان) بقيادة الشهيد أبو العطا.
سر “التاسعة بتوقيت البهاء”
ولم تغب والدة الشهيد بهاء عن المشهد، بل كان هناك لقاء معها تحدثت عن بهاء الإبن والمجاهد، قائلةً “حاولت أن أخفف الجهاد في قلبه لأنني أخاف عليه لكنني لم أستطع”.
ويكشف الوثائقي عن سر “التاسعة بتوقيت البهاء” والتي كان يترقبها الاحتلال الإسرائيلي في المعركة الأخيرة سيف القدس، قبل أن تنهال الصواريخ صوب المستوطنات كلما أشارت عقارب الساعة إلى التاسعة.
ويعرض الوثائقي بطولات هذا القائد الفلسطيني الذي يمتلك “شخصية متينة قادرة وجامعة ومجاهدة حتى الرمق الأخير”، هذا الشهيد الذي كان متحسساً جداً من التسوية أو التهدئة، لأنه يعتبر أنها “فرصة أمام الاحتلال من أجل استيعاب خسائره ولينطلق بعدها بعمل عدواني جديد”.