على شاطئ بحر يوسف، بمحافظة الفيوم، تسير طفلة بملامحها البريئة، ترتدي حجاب أزرق و«بلوفر» أحمر، حاملة في يدها اليسرى سلاسل مصنوعة من الصدف الملون، التي صنعته بيدها بعد جمعها للصدف من الشاطئ، لتبيعها بـ5 جنيهات فقط للسلسلة الواحدة، إذ تخرج من مدرستها بعد الظهر، لتكمل يومها في العمل حتى غروب الشمس.
مريم نزيه، 11 عامًا، بدأت عملها منذ 3 سنوات، حين هوت تشكيل السلاسل من الصدف، فبدأت تجمعه من على شاطئ بحر يوسف، ثم تقوم بتوصيله ببعضه بالخيط، وتلونه بمميزة.
تحكي «مريم»، لـ«»، أنها تدرس في الصف الخامس الابتدائي، وتحاول تحصيل مصاريفها الشخصية من خلال بيع السلاسل، رغم أن والدها على قيد الحياة ويعمل «مراكبي»، مضيفة: «بجيب الصدف من على البحر، وأبدأ أخرم كل واحدة بالإبرة، وأوصلها ببعضها بالخيط، وبعد كده بلونها بمختلقة، وبخرج أبيعها في الشارع وناس كتير بتشتريها».
يوم «مريم»
يوم «مريم»، يبدأ مبكرًا في السابعة صباحًا، إذ تحمل حقيبتها المليئة بالكتب فوق ظهرها، متجهة إلى مدرستها الابتدائية، التي تنتهي منها بعد الظهر، وترجع لبيتها تتناول الغداء، وتخرج بعدها بـ «السلاسل»: «ساعات بشتري السلاسل دي من حد بيعملها، وأوقات تانية أن اللي بعملها بنفسي، وبقعد ألف في أماكن كتير، وغالبا بتبقى على شاطئ بحر يوسف برضه، وربنا بيكرمني لأني بشتغل كتير».
«مريم» تصنع شيئًا من لا شئ
تتحدث «مريم»، بابتسامة راضية، بعد أن صنعت شيئًا من لا شئ، فالصدف التي تجمعها ملقاة على الأرض دائمًا، يمر عليها الجميع دون الانتباه لمنظرها الخلاب، والذي جعل الفتاة الصغيرة تنشئ مهنة تناسبها: «الصدف لما بصنعها بنفسي مش بتكلفني إلا البس، عشان كده سعرها مش غالي، بـ 5 جنيه بس».