| بيشوي الأول على دفعته 4 سنين بكلية الآداب.. يعاني من مرض نادر وفقدان البصر

أمور عدة تجمعت على بيشوي عاطف، 25 عاما، منذ مولده، كل واحدة منها كانت كفيلة لجعله ينسحب من الحياة للأبد، بدءا من معاناته من مرض «المهاق»، وهو مرض جيني نادر يجعل لون بشرته بيضاء مائلا للون الأصفر، والأخطر أنه يجعل صاحبه عرضة للإصابة بسرطان الجلد إذا تعرض لأشعة الشمس، فضلا عن معاناته من ضعف شديد في النظر، جعله يرى بنسبة 5% فقط، إضافة إلى التنمر الذي تعرض له منذ الصغر، لكنه تحدى كل هذا، ونجح في أن يكون الأول على دفعته لـ4 سنوات متتالية، في قسم الآثار بكلية الآداب بجامعة دمنهور.

منذ وعيه على الدنيا، وجد «بيشوي»، وفق حديثه لـ«»، مريضًا بـ«المهاق»، فقرر التعايش معه، رغم التنمر الشديد الذي يتعرض له، الذي وصل لحد الضرب، حيث كان الأطفال يتجمعون حوله ويلقونه بالحجارة، ولكن تلك الأيام مرت، وانتهت سنوات الدراسة ليلتحق بكلية الآداب: «كنت طالب عادي جدا بنجح وخلاص، بس لما دخلت الكلية قولت لازم أجتهد لأن كان عندي طموح وهدف إني أبقى حاجة في المستقبل».

يحضر في الجامعة مستمعا فقط

يجلس «بيشوي» في محاضرته مستمعا فقط، فالشرح المكتوب على السبورة لا يرى منها شيئًا، وبعدها يأخذ المحاضرات من زملائه ليذاكرها في المنزل، وظل كما هو طوال 4 سنوات، ورغم عجزه الكبير إلا أنه تفوق على زملائه ليصبح الأول على دفعته طوال 4 سنوات، «التنمر قلّ لما كبرت وهزار صحابي معايا مابزعلش منه، وربنا وفقني رغم إن مكنتش قادر أشوف في المحاضرات».

ممنوع ارتداء ملابس الصيف

معاناة بيشوي، لا تقف عند حد الدراسة والتنمر فقط، إذ إنه ممنوع تماما من ارتداء أي ملابس صيفية «نصف كم»، حتى في ذروة ارتفاع درجات الحرارة، إذ عليه دائما ارتداء ملابس شتوية تغطي جسده كاملا، ببساطة لأنه لو تعرض جلده للشمس قد يحترق ويصاب بسرطان الجلد، وبالتالي فعليه الحفاظ على نفسه حتى لا تتفاقم حالته الصحية: «لو الجو حر ولازم أنزل ضروري، بنزل لأن ده مستقبلي، بس في الصيف بلبس قمصان وممنوع ألبس أي تيشيرتات».

«بيشوي» يبحث عن عمل يناسبه

ما يعاني منه «بيشوي» الآن، هو عجزه في الحصول على وظيفة تناسبه، فلم يكن لديه خيارًا سوى أن يعمل «كول سنتر»، ويعرض نظره لجهاز الكمبيوتر لساعات طويلة، وهو ما يؤثر سلبًا على عينه التي يكاد يرى بها ضوءً بسيطًا: «مابتمناش غير وظيفة أصرف منها على نفسي».