برغم الاختلاف، والانتقادات التي لا بد منها في مثل هذه الحالات، إلا أن الحب كان أقوى من كل شيء؛ إذ قررت «هاجر» الزواج من «أحمد»، من قصار القامة، لتعلن بذلك أن الإعاقة في العقول، وما غير ذلك ما هو إلا شكل ظاهري لا يجب الاهتمام به.
«هاجر» تتحدث عن حبها لـ«أحمد»
«أنا عرفت أحمد عن طريق شغلنا مع بعض، ولقيت إننا شبه بعض في حاجات كتير، وأهما التفكير، ومع الوقت حبيته جدا، واتجوزنا ومحستش أبدا إن فيه اختلاف بينا»، هكذا قالت هاجر عبدالفتاح، 25 سنة، خريجة تربية رياضية، الحاصلة على الماجيستير، في حديثها لـ«»، مؤكدة أنهما منذ الزواج لم تواجههما أي صعوبات أو مشكلات تتعلق بهذا السبب.
لقاء «هاجر» و«أحمد»
نشأت علاقة الحب بين «أحمد» و«هاجر» من خلال عملهما معا كمتطوعين في خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال مكتب متخصص تابع لوزارة الشباب والرياضة: «أنا كنت بعمل ماجيستير عن رياضة تنس الطاولة جلوس، وأحمد كان بيلعب الرياضة دي، وكان من أول الناس اللي تطوعت لتطبيق العينة، ودعمني جدا من أول بداية الماجيستير، وحتى وقت المناقشة»، وفقا للزوجة.
وتؤكد «هاجر» أنها غير متخوفة من أن يرث أبناؤها هذه الإعاقة؛ فهي مؤمنة أن الأقدار بيد الله وحده، وأن هذه الإعاقة لا يشترط أن تنتقل بالوراثة، فقد يولد لهما أطفالا من أب وأم أسوياء.
«أحمد» يعترف بفضل أسرته في تربيته
في المقابل، يقول أحمد طارق، 27 سنة، صيدلي، حاصل على جائزة المُعاق المثالي على مستوى الجمهورية عام 2018، إنه إلتقى بـ«هاجر» منذ 3 سنوات، نشأت خلالها قصة حبهما، موضحا: «أنا والدي الله يرحمه ووالدتي ربوني من صغري على إني شخص سوي معنديش أي مشكلة ولا اختلاف عن غيري، ودا اللي ساعد على إني أقدر أتأقلم مع إعاقتي واتجاوز أي حاجة تواجهني».
تأثير الرضا على حياة «أحمد»
مر «أحمد» و«هاجر» بضغوط عديدة معا، أثناء عملهما كمتطوعين في خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذا ما ساعد على أن يفهم كلا منها شخصية الآخر ويقرر الارتباط به: «الرضا هو أهم حاجة، وطول ما الشخص راضي مش هيحس بالاختلاف.. كانت أهم حاجة في الارتباط بالنسبة لي هي إني أرتبط بواحدة بحبها وبتحبني، وتكون بنت أصول علشان متجيش في يوم تخليني أحس إني مختلف ولا عندي مشكلة، ودا اللي لقيته في هاجر»، بحسب الأول.