أطلقت وكالة الفضاء والطيران الأمريكية، بثًا مباشرًا اليوم عبر موقعها الرسمي، لأول مهمة تاريخية لها في الدفاع عن كوكب الأرض، عبر تدمير كويكب ضخم يهدد البشرية قبل وصوله إلى مسار خطر وتعرف المهمة باسم «دارت».
وجرى إطلاق «دارت» على متن صاروخ «SpaceX Falcon 9 » أمس، من قاعدة فاندنبرغ للقوة الفضائية في كاليفورنيا، وهدف المهمة هو الكويكب القريب من الأرض ويعرف باسم «ديديموس» وقمره «Dimorphos» باللغة اليونانية، وتعني كلمة «ديديموس» توأم، وهي إشارة إلى كيفية تشكيل الكويكب، الذي يبلغ عرضه نصف ميل تقريبا وقمره قطره 525 قدمًا، وسيكون في وقت قريب في مسار تصادمي مع هدفه.
هدف المهمة «دارت»
وستكون هذه هي أيضًا المرة الأولى التي يغير فيها البشر ديناميكيات جسم النظام الشمسي بطريقة قابلة للقياس، وفقًا لوكالة الفضاء الأوروبية، إذ أن الأجسام القريبة من الأرض هي كويكبات ومذنبات لها مدارات تضعها على بعد 48 مليون كيلومتر من الأرض، واكتشاف الأجسام القريبة من الأرض، أو الأجسام القريبة التي يمكن أن تسبب ضررًا جسيمًا هو التركيز الأساسي لوكالة ناسا وغيرها من المنظمات الفضائية حول العالم، بحسب «سي إن إن ».
وبحسب ناسا، سيكون ديديموس وديمورفوس قريبين نسبيًا من الأرض في نطاق 11 مليون كيلومتر وسيحدث الاصطدام في سبتمبر 2022، ولكن بسبب تهديدهما الوشيك للأرض، فأن المركبة الفضائية «دارت» ستصل بسرعة نحو 15000 ميل في الساعة، مستهدفة ديمورفوس، بحسب نانسي شابوت، رئيس التنسيق في مختبر جونز هوبكنز للفيزياء التطبيقية.
وستساعد الكاميرا الموجودة على المركبة الفضائية، التي تسمى «DRACO»، وبرنامج الملاحة المستقل، المركبة الفضائية على اكتشاف الكويكب والاصطدام به لتغيير حركته في الفضاء، وسيتم تسجيل هذا الاصطدام بواسطة LICIACube، أو «Light Italian Cubesat» لتصوير الكويكبات، وهو قمر صناعي قدمته وكالة الفضاء الإيطالية.
معلومات عن الكويكب الضخم وقمره
وتقول «إيلينا آدامز»، مهندسة أنظمة مهمة DART في مختبر جونز هوبكنز للفيزياء التطبيقية، إن الفيديو الخاص بالاصطدام سيعاد إلى الأرض، وسيتمكن علماء الفلك من مقارنة الملاحظات من التلسكوبات الأرضية قبل وبعد التأثير الحركي لـ DART لتحديد مدى تغير الفترة المدارية للكويكب وقياس مدى نجاحهم في تغيير حركته: «تم اختيار Dimorphos لهذه المهمة لأن حجمه يتناسب مع الكويكبات التي يمكن أن تشكل تهديدًا للأرض،والمركبة الفضائية أصغر بنحو 100 مرة من الكويكب لذا لن تدمره تماما ولكنها فقط ستغير مسار حركته في الفضاء».
لن يؤدي التأثير السريع إلا إلى تغيير سرعة الكويكب أثناء دورانه حول قمره بنسبة 1٪، ويكمل «ديمورفوس» مداره حول «ديديموس» كل 11 ساعة و 55 دقيقة، وإذا نجحت المهمة، فسيغير حركته بنحو 73 ثانية في الفضاء بما يتناسب مع إبعاده عن مسار الأرض.