تحدت العادات والتقاليد في الصعيد لممارسة شغفها في الألعاب القتالية، خاصة الكونغ فو والكيك بوكسنج، بالرغم من أن هذه الألعاب لم تملك الشهرة الكافية بمحافظات الجنوب، لكنها أحبتها منذ الصغر عن طريق مشاهدتها على التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعى، وأرادت التميز فيها.
تحديات عادات الصعيد
ريم عبدالباسط، 22 عاما، بالفرقة الثالثة كلية التربية الرياضية بجامعة جنوب الوادي، وبالتحديد في محافظة قنا، واجهت صعوبات وتحديات لممارستها رياضتها المفضلة وهي الكونغ فو والكيك بوكسنج؛ إذ رفض الأهل هذه الرياضات لكونها خطيرة، كما أنها فتاة صعيدية: «مش أي حد هيرضى يخلى بنته أو أخته يلعبوا الرياضة دى لأنها خطيرة وكمان علشان الصعيد»، بحسب الفتاة.
لم ترضخ ريم للعادات والتقاليد، وأقنعت أهلها بممارسة شغفها الرياضي، وأوضحت لـ«» أنها أرادت الالتحاق بكلية التربية الرياضية منذ البداية، لذلك قررت أن تعد نفسها قبل ذلك، ومارست ألعاب القوى منها الكيك بوكسنج والكونغ فو لمدة 3 سنوات، لكى تستطيع تحمل تمرينات الكلي وأتقنت ذلك.
حصلت ريم عبدالباسط على المركز الأول في 3 بطولات مختلفة في الكونغ فو على مستوى محافظة قنا، والمركز ذاته في الكيك بوكسنج على مستوى محافظة سوهاج.
من اللعب إلى التدريب
لم تكتف ريم باللعب فقط، بل اتجهت لمجال التدريب أيضا، وكونت فريقا من الفتيات والسيدات لتدريبهن وتعليمهن فنون القتال، تدعم من خلاله محبي تلك الرياضيات من الذين لا يستطيعون ممارستها خوفا من العادات والتقاليد: «بعمل دورات للبنات زي لا للتحرش وتعليمهم أساليب الدفاع عن النفس».
كما أنها كونت فريقا خاصا من الشباب من سن 5 سنوات وحتى 20 عاما، ثم قدمت في اختبارات التحكيم واجتازتها بتقدير جيد جدا، وأصبحت تحكم بطولات على مستوى محافظتي قنا وسوهاج.
ريم: أهلي دعموني وأنا بلعب
تفوقت ريم في مجالها بعد أن أثبتت أن الفتاة تستطيع النجاح فيما تحب، وذلك بمساعدة أهلها، موضحة: «أهلي بقوا يدعموني جدا ويشوفوني وأنا بلعب أو أحكم؛ لأنهم عرفوا إني حابه المجال جدا».
وأصبحت سيدات قنا أيضا يمارسن هذه الرياضيات، بالاشتراك مع بناتهن، وأكدت ريم في حديها لـ«»، أنها تحلم بأن تفتتح مكانا خاصا بها للتدريب، حتى تستطيع البنات والسيدات اللعب بدون عائق أمامهن، وإذا نجحت بنشر الكونغ فو والكيك بوكسنج في قنا، ترغب في فتح هذا التخصص بالكلية للبنات.