بصرخات من شدة الآلام، وجسد يرتعش، يجلس شاب في بداية حياته على كرسي متحرك، يتعايش مع أوجاعه وحرمانه من ممارسة حياته كأقرانه ممن في عمره من الشباب، بينما تترك العمليات الجراحية التي أجراها بآثارها على جسده، وتعيش أسرته في حالة كرب شديدة، بسبب مصاريف تلك العمليات، وثمن العلاج المطلوب توفيره لنجلهم.
محمد صبري شاب يبلغ من العمر 18 عاما، من مدينة صان الحجر بمحافظة الشرقية، يعيش معاناة كبيرة منذ 6 أعوام، مع بداية إصابته بمرض شلل الرعاش، وخضوعه لتشخيص خاطئ لحالته المرضية، والأدوية التي تسببت في تدهور حالته، بينما والده يعاني من كرب شديد بسبب ظروفه المادية، التي تسبب بها مرض نجله حتى قيامه ببيع كل ما يملك من أجل علاجه، بحسب حديثه لـ«».
والد محمد يروي تفاصيل مرض نجله
والد محمد يروي تفاصيل مرض نجله، الذي بدأت أعراضه في الظهور على «محمد» منذ عمر11 عاما، خلال تواجده بالمدرسة، لاحظ المعلمون ظهور أعراض عدم اتزان حركي لدى الطفل، وهنا قامت المدرسة بدورها والتواصل مع والده، كما طلبت منه المدرسة عرض الطفل على طبيب متخصص في أمراض المخ والأعصاب، وبالفعل عرضه والده على أحد الأطباء بمدينة المنزلة بمحافظة الدقهلية، ولكن استمرت الأعراض في الظهور على نجله، فعرضه على طبيب آخر بمحافظة الإسماعيلية، وشخَّص الطبيب الحالة على أنها «كهرباء في المخ»، وأوصى بعلاج وصل ثمنه إلى 3000 جنيه.
اختلاف الأطباء في تشخيص حالة محمد خلال خضوعه لعلاج طبيب الإسماعيلية، جعله يتعرض لمضاعفات وبدأ الرعاش يسيطر على حركة الطفل، وهنا بدأ والده يشعر بالخطر من علاج الطبيب وعند رجوعه إليه، قام الدكتور بتحويل الحالة لطبيب آخر، والذي بدوره نفى أن الحالة كهرباء على المخ وطلب توقف علاج الطبيب الأول، استمر والده في البحث عن علاج لنجله في محافظات مصر بين القاهرة والمنصورة والإسماعيلية والدقهلية وغيرها، على أمل الوصول لعلاج، ولكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل.
بعدما فقد الطفل ووالده الأمل في العلاج أجرى عمليتين، وتدهور حالة الأسرة المادية بعدما اضطر الوالد لبيع أرضه، التي تعد مصدر رزقه وعمله الوحيد، في هذه اللحظات من اليأس تلقى اتصالًا هاتفيًا من أحد أطباء المخ والأعصاب بمحافظة بورسعيد، طلب منه إحضار نجله لعيادته، بعد الكشف على الشاب قام بتشخيص الحالة مرض الرعاش وتخشب، وأخبره بأن الطفل يحتاج إلى عمليتين جراحيتين في المخ، وبالفعل خضع الشاب إلى عملية جراحية في نهاية شهر فبراير من العام الجاري، في مستشفى قصر العيني بمبلغ 11 ألف جنيه بعد مراعاة الحالة المادية، وتم إجراء العملية الثانية في بداية شهر نوفمبر الجاري، بمستشفى الإسماعيلية الجامعي، وقد تبرع بثمن العملية أحد رجال الخير.
صبري والد محمد يناشد أصحاب القلوب الرحيمة تبني حالة نجله
في نهاية حديثه مع «» ناشد والد «محمد» أصحاب القلوب الرحيمة، من أجل تبني حالة نجله، لم تنته رحلة علاج الشاب حتى الآن، ما زال يحتاج لمتابعة طبية، وجلسات تخاطب وأخرى علاج طبيعي، فهو لم يتمكن من توفير ثمن هذه الجلسات بعد قيامه ببيع كل ما يملك، والعمل الذي يقوم به كعامل يومية في الحقول الزراعية لا يجني منه إلا مبالغ ضئيلة «بيعت كل حاجة عشان علاجه».